تناقش دينا فاخوري في حلقة اليوم من برنامج نون، ومن وجهة نظر نسائية، أثر كوفيد 19 على حركة الطيران والسفر عبر العالم، وكيف تأثر ذلك القطاع عالميًا، وعربياً، وكيف يمكن أن يتأثر الاقتصاد بخسارات كبيرة، قدرها المحللون والخبراء بأنها ربما تصل إلى 2 تريليون دولار، وهو ما أثر سلبًا على معنويات المستثمرين والأسهم والأسواق والتي شهدت تراجعًا كبيرًا. ورغم الفتح التدريجي للمطارات إلا أن الإجراءات لا تزال مستمرة والمعاناة الاقتصادية لكافة الدول.
وتستضيف في هذه الحلقة الخبيرة داخل الاستديو الاقتصادية الصحافية "سابين عويس"، كذلك د. "نادين عيتاني" رئيسة مركز الشرق الأوسط لبحوث الطيران، وعبر سكايب تنضم من فرنسا "ساندرا رزق" ملكة جمال لبنان السابقة والتي أصيب بكورونا وتم شفاؤها.
في الجزء الأول من البرنامج؛ أكدت الصحافية سابين عويس أن العالم لم يعطِ الأهمية الكاملة اللازمة لهذا الفيروس، واعتبروه ضمن الحرب الصينية الأمريكية الخفية، حين تم الزج به في السياسة العالمية، ولكن الآن صارت الخطورة بسبب أن التوقعات كلها حول ذلك الفيروس سقطت، نتيجة ما نراه الآن، وصار السؤال الأخطر (كيف نتعايش مع هذا الوباء على المدى الطويل؟)، وبدأ العالم يدخل في عالم جديد هو عالم ما بعد كورونا، كالعمل من المنازل والاستغناء عن بعض الوظائف، والاتكاء على الذكاء الاصطناعي، وهو ما بدأ يؤثر تأثيرًا على مدى بعيد، يلزم منا أن نرى الأزمة في كل المجالات والقطاعات وكيف تأثرت خصوصًا قطاع الطيران والنفط. وهنا يظهر سؤال جديد (كيف يكون العالم الاقتصادي بعد كورونا؟).
وقالت دكتورة عيتاني، أن كورونا ضربت قطاع الطيران والنقل الجوي بشكل كبير، خصوصًا التداعيات الاقتصادية للدول التي تعتمد بشكل كبير على مداخيل النقل الجوي، وكذلك الدول التي تعتمد على السياحة، وأن هذه القطاع يحتاج إلى عامين أو ثلاثة للتعافي حتى 2023، وأضافت أنّ عدداً من الدول يشكل قطاع النقل الجوي نحو 12% إلى 13% من الناتج الإجمالي المحلي، وبالتالي فهذه الدول تأثرت جدّاً، وكذلك فإنّ الضربة كانت موجعة بالنسبة للدول التي تعتمد على قطاعها السياحي.
وأضافت عويس أن الشلل الاقتصادي الذي تم، أوضح تفاوتًا بين الدول الغنية والفقيرة خاصة في الدول العربية، هناك تفاوت كبير، كشفتها الأزمة وكشفت أزماتها المالية، فلم يكن متوقعًا هذا القدر من التوجه إلى المستشفيات والحاجة إلى الأوكسجين، بينما الدول الغنية استطاعت احتواء الأزمة بسهولة أكثر. وأضافت: المفارقة أن بعض الدول مثل لبنان رغم كل إمكانياته وأزماته الاقتصادية، إلا أن الإجراءات على بساطتها إلى جانب الوعي، قدر أن يتعمل بوعي مع الوباء، وذلك دليل أهمية الوعي والثقافة. وبالتالي فان الوباء فرض تعاملاً خاصًا بالحد الأدني من الخسائر، وأن الفتح التدريجي للإغلاق بدأ مع الفهم للاحترازات، ولذلك فأهم ما في القضية هو كيفية التعامل مع انتشار الوباء.
في الجزء الثاني من الحلقة؛ تحدثت دكتورة نادين عن الإجراءات المتخذة داخل المطارات، وأكدت أن هناك تنظيم بين الطيران والصحة العالمية، لتنفيذ إجراءات قياسية تختلف من منطقة إلى منطقة، خاصة أنها تعتمد على تكنولوجيا وتكاليف اقتصادية مكلفة، وهو ما جعل الاتحاد الدولي للنقل الجوي، يؤكد على أن استمرار الحجر سيؤدي إلى كثير من الخسائر، وهو ما جعلهم يفكرون في استخدام اختبارات رخيصة داخل المطار، وردًا على سؤال حول أفضل المطارات في اتخاذ الإجراءات اللازمة، اعتبرت عيتاني أنّ الدول العربية قامت بجهد جبّار بشأن مواجهة فيروس كورنا، لكن دولة الإمارات العربية المتحدة، ومطار دبي، كان نموذجًا يحتذى به في كيفية تعاطيه مع هذا الوباء في ما يخص القادمين إليه، نظرًا لقدرته على السير بالإجراءات ودرجة الجهوزية العامة وغير ذلك، وهو ما أكدته سابين مع تجربتها في مطار دبي.
ثم تابع البرنامج مع ملكة جمال لبنان السابقة ساندرا رزق من العاصمة الفرنسية باريس عبر سكايب، وهي كانت أصيبت بفيروس كورونا. وتحدّثت رزق عن تجربة إصابتها بهذا الوباء، كاشفةً أنّها أصيبت بالفيروس هي 30 شخصًا آخرين من أصدقائها، لكنّها تألّمت أكثر من الآخرين كونها تعاني من بعض المشاكل الصحية، ولدى سؤالها عمّا إذا كانت تخشى السفر مجدّدًا بعد إصابتها بالفيروس، قالت رزق إنّها اكتسبت مناعة بعد الإصابة لمدّة 6 أشهر، مشيرةً إلى الأطباء أكّدوا لها أنّه في حال التقطت الفيروس من جديد، فالجسم سيقوم "بتكسيره" خلال 24 ساعة. وجدّدت رزق انتقاد الذين يتعاطون بطريقة غير لائقة ومؤذية مع مرضى فيروس كورونا، مشيرةً إلى أنّ هذا التعاطي بشكل لا إنساني مع المريض أو المتعافى من الوباء يساهم في زيادة الضغط النفسي على المريض، وأكدت ساندرا على ضرورة احترام فترة الحجر والالتزام بها، وقالت أن غلق المطارات والبلد لا فائدة منه، وأنه لا بد من أن يتكون لدينا مناعة جماعية.
وعادت سابين للتحدث حول الوعي والثقافة خلال مواجهة الوباء، وأكدت أنه حتى الآن لا يمكن توقع أي سيناريو في أي بلد، فبقدر ما هناك مسؤولية كبيرة على الحكومات، فإن تلك المسؤوليات تقع على عاتق الأفراد، وأكدت أن نمط التعاطي في مطار دبي ممتاز، وكيف كان التعاطي في هذه الحالة وسياسات المطار الجديدة أمرًا مغايرًا.
وفي الجزء الأخير من الحلقة؛ تابعت دكتور نادين حول حركة الركاب داخل المطارات، وأكدت أن المطارات الداخلية ربما عادت قليلاً، لكن المطارات الدولية تمَّ الضغط على بنيتها التحتية كثيرًا، وأكدت أن التخطيط الآن باستخدام التكنولوجيا ستخلق تجربة جديدة، خاصة مع الاتجاه إلى تكنولوجيا قراءات جوازات السفر، حتى في تصميم الطائرات سيتم اعتبارنقل الأفراد بشكل فردي وليس مشترك، كما أكدت على أن مطارات العالم التي تحاول التكيّف مع موضوع انتشار فيروس كورونا، قد تذهب باتجاه السفر من دون اللمس، وفق التخطيط الدولي، يعتمد على الإنترنت والذكاء الإصطناعي وعلى تكنولوجيا حديثة تسمح للمسافر أن يقوم بإجراءات السفر في المطارات من دون التواصل مع الأشخاص، إضافةً إلى وجود "روبوت" يستعان به في مسألة المرورو والتدقيق بالجوازات، كما سنشهد تجربة "جواز السفر المناعي". وأشارت إلى أن المنظمات الدولية تحاول اليوم خلق تجربة جديدة من السفر، فيما يحكى أنّ النقل الجوي يذهب باتجاه الأفراد، إذ يمكن أن يتحول النقل الجوي إلى نقل فردي وليس مشتركًا.
وأضافت عويس أنّ هناك أكثر من سيناريو في ما يخصّ مستقبل العالم بالنظر إلى مسألة فيروس كورونا، وما يمكن ان تقدمه التكنولوجيا، وأكدت أن هناك مشكلة أكبر هي خلق فرص عمل واستعادة النمو المستدام بعد كورونا.
وأكدت الدكتورة نادين أن الأرقام عالميًا تقول بأن المرأة العاملة بالقطاع الجوي منخفضة جدًا في كافة الوظائف خاصة في المنطقة العربية، وأن المرأة موجودة بالقطاع الإداري أكثر والمراقبة الجوية التي تشهد عدد كبير من النساء، وربما مع دخول التكنولوجيا سينفتح المجال أمام المرأة أكثر، فالمهارات المطلوبة مهارات تكنولوجية تتعادل فيها المرأة مع الرجل. وهذا ما أكدته الصحافية عويس خاصة مع التجربة الإماراتية التي منحت المرأة دورًا هامًا وفق كفاءتها، فأثبتت نفسها في الوزرات الحديثة.