أخبار الآن | طهران – إيران – (علا مسعودي)

إيران الباحثة عن اطمئنان اقتصادي، تحاولُ أن تتنفسَ الصعداءَ بعد اتفاقِها النَّووي، لكن يبدو أن آثارَ هذه العقوباتِ لاتنوي مفارقتَها، فما زالت أسعارُ النفط  تتراجعُ، والمصارفُ تتريثُ ولا تجازفُ، لكنَّ مسؤوليها يرون أن الوصولَ بالاقتصاد إلى بر الأمان، وإن كان متأخرًا فهو خيرٌ من عدم الوصول.

رحلة البحث عن موطئِ قدم بدأت في  ثاني اقتصاداتِ المِنطقةِ بعد المملكةِ العربيةِ السعودية والثامنَ عشَرَ عالميًا وَفقَ تصنيفِ المصرفِ المركزي الذي توقعَ لطهرانَ نموًا جزئيًا في قريبًا وسْطَ تأكيد  مسؤوليها أن إنجازَه مرهونٌ بالمستثمرين . 

هذا ما أكده علي طيب نيا – وزير الاقتصاد الايراني قائلا: "لكي نتمكنَ من الوصول بالنمو الاقتصادي إلى مستوى ثمانيةٍ في المئة لابد لنا من تأمين المبالغِ اللازمة من خارج البلد وجذبِ المستثمرين إلى قطاعاتنا الاقتصاديةِ".    

أقرا أيضا: 

إيران وعلاقات اقتصادية مترددة مع الجيران ومتطورة مع العالم 

ابتكار: المصالح الإيرانية والعربية مشتركة في تطوير اقتصاد البلدين

ويبدو أنهم لم يتأخروا فثمانيةُ رؤساءِ جمهوريةٍ وخمسةُ رؤساءِ حكوماتٍ وثلاثةُ رؤساءِ برلماناتٍ وثمانيةٌ وعشرون وزيرَ خارجيةٍ وصلوا إليها تباعًا فطهرانُ التي دخلت إليها ثلاثةُ  ملياراتِ دولارٍ إستثمارًا أوليًا بعد رفع العقوبات تطمحُ إلى تعاونٍ مع بيجين يصلُ إلى ستِمئةِ مليارِ دولارٍ خلال العَقد المقبل، ووقعتْ معَ روما ثلاثين مذكِّرةَ تفاهمٍ بقيمة اثنين وعشرين مليارَ دولار ومعَ سُول اثني عشْرةَ مذكِّرةً قيمتُها سبعةَ عَشَرَ مليارَ دولار.

وأضاف وزير الاقتصاد الايراني: "نطمحُ هذه السنةَ إلى تطوير قطاعِ سوقِ الأوراقِ المالية ونحن بصدد تحويلِ ديونِنا إلى سندات لكي نستطيعُ تنظيمَ سوقَ الدينِ العامِّ لدينا".

عَشَرةُ ملياراتِ دولارٍ تدخلُ واراداتٍ لإيران من صادراتها البتروكيمياوية، وأربعةُ ملياراتِ دولارٍ تحصُلُ عليها طهرانُ من  قطاع السياحةِ، فضلا عن أكثرَ من ملياري دولار من تجارة الفستق والسجاد والزعفران، من دون احتساب غيرِها من قطاعات أخرى تبحثُ عن مستثمرين.

محمد خزائي – رئيس منظمة الاستثمار الأجنبي في إيران تحدث قائلاً: "نبحث عن مستثمرين في مجالات السككِ الحديديةِ والنقلِ الجوي والموانئ و نشهدُ إقبالًا في التعاون معنا من الدول كافةً".

وبعد التطميناتِ التي أطلقها جون كيري وزيرُ الخارجية الأميركيُّ بعدم معاقبة المصارفِ التي تتعاملُ معَ طهران أصبح المُناخُ الاستثماريُ فيها مواتيًا أكثرَ، بينما لم ينتظرْ كثيرٌ من المصارف الألمانية ذلك فكانت أولَ الواصلين.  

محمد فطانت – رئيس مؤسسة البورصة والأوراق المالية الإيرانية قال: "الدولُ الأخرى تدخلُ في مرحلة ركود اقتصاديٍ بينما سوقُ الاستثمار لدينا يسيرُ في اتجاه الازدهار والنموِّ".

يعتقد الإيرانيون بأن عجلةَ بلادِهم بالرَّغم من سيرها البطيء بدأتِ التحركَ بعد توقفٍ دام عقودًا، وحضوِر المستثمرين إليهم يمنحهم الشعورَ بأنها تسيرُ على الطريق الصحيح.

آفاقٌ اقتصاديةٌ رحبةٌ، هذا ما يتطلعُ إليه الإيرانيون بعد رفع العقوبات، ليشهدوا حركةً تجاريةً وزياراتٍ واتفاقياتٍ دَوليةً، يرجون منها خيرًا.