أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة -(متابعات)

للوقاية من الأمراض الجرثوميّة والعدوى البكتيريّة التي قد لا تمرّ تداعياتها مرور الكرام لدى أشخاص كثيرين، يجب غسل اليدين بإنتظام، خصوصاً بعد الخروج من الحمّام أو الاحتكاك بشخص آخر. وبالتأكيد يجب تطبيق هذه العملية على أصولها، أيْ فرك اليدين والأجزاء بين الأصابع وتحت الأظافر جيداً بالصابون لما لا يقلّ عن ثلاثين ثانية واستعمال مياه فاترة.

لكن إذا كنت تعتقد أنّ هذا الأمر وحدهُ كفيل بالقضاء على الميكروبات والجراثيم، فقد تُفوّت عليك الكثير! فطريقة تجفيف اليدَين لا تقلّ أهمّية إطلاقاً عن التنظيف، خصوصاً في ظلّ انتشار مجفّف اليد الكهربائي في الأماكن العامّة، والمطاعم، والشركات…

واستناداً إلى ما نشره موقع "Mayo Clinic"، "تبقى نسبة معيّنة من البكتيريا على اليدين بعدَ غلسهما. غير أنّ الحرارة والرطوبة تعزّزان نموّهما، وبذلك فإنّ اليدين المغسولتين وغير المجفّفتين جيداً يمكن أن تنقلا البكتيريا".

وأشار الموقع إلى وجود وسائل عدّة معتمدة للتجفيف، "ففي المنزل نستعين بالمنشفة، غير أنّ هذا الخَيار غير متوافر في الأمكان العامّة، وبالتالي إمّا نجد محارم ورقيّة أو مجفّف اليد الكهربائي الذي يبعث الهواء".

وأضاف "من وجهة نظر بكتريولوجية، أجمعت الدراسات على أنّ مجفّف اليدين الكهربائي يشكّل أسوأ وسيلة يمكن اللجوء إليها، وبالتالي يُستحسن اختيار المحارم الورقيّة خصوصاً خلال نزلات البرد، والإنفلونزا، وأمراض المعدة".

لكن ما التفسيرات العلميّة لهذه النتيجة؟ ذكر موقع "Mayo Clinic" أنّ العلماء توصّلوا إلى خُلاصات منطقيّة عدّة:

– فالتجفيف بواسطة الهواء الساخن يرفع عدد البكتيريا على اليدين، حتّى في حال استخدام أجهزة حديثة. وفي الواقع، عندَ سحب دافق مياه المرحاض، تتطاير قطرات مياه في الهواء، وتصل أحياناً لأمتار عدّة محيطة. وما خطر ذلك؟ إعلم أنّ البكتيريا موجودة في هذه القطرات، وفي حال استخدام المجفّف الكهربائي، فإنها ستتمركز على يديك وتنتشر بنحوٍ أسرع.

– ينشر مجفّف اليد الكهربائي البكتيريا في الحمام، وليس فقط على اليدين: فالشخص الذي يلجأ إلى هذه الوسيلة، سيواجه أيضاً مشكلة انتشار البكتيريا على ثيابه، ليشكّل بذلك مصدرَ تلوُّث كبير للمحيطين به.

– إنّ مجفّف اليدين الكهربائي أقلّ فاعليّة مقارنة بالمحارم الورقيّة: فالأمر يستغرق نحو 40 ثانية لتجفيف اليدين بطريقة صحيحة، غير أنّ الغالبية تكتفي بنصف المدّة المطلوبة وحتّى أقلّ. والنتيجة؟ تبقى اليد مبلّلة وأكثر عرضة لنقل البكتيريا.

من جهةٍ أخرى، تطرّق الباحثون إلى المجفّف الكهربائي الحديث الذي يتطلّب وضع اليدين بداخله فيُصدر هواءً بارداً مع معدل تدفّق عالٍ، وأوضحوا أنّ "قوّته تكمُن في أنه يسمح لليدين بالتجفيف بفعاليّة لنحو 10 ثوان.ومع ذلك، فقد استمرّ ارتفاع عدد البكتيريا على اليدين حتّى ولو بنسبة أقلّ".

إذاً هل يمكن اعتبار المحارم الورقيّة الوسيلة الفُضلى؟ وفق "Mayo Clinic"، ومن الناحية الصحّية، "يُفضَّل اللجوء إلى هذه الوسيلة التي تسمح بإزالة سريعة لأكبر عدد ممكن من البكتيريا على اليدين المغسولتين. غير أنها لا تخلو من الانعكاسات السلبيّة، فهي تتطلّب بذل مجهود للتخلّص منها بانتظام، وإلّا فإنّ سلّة المهمَلات المكتظّة ستشكّل ملاذاً لغزو البكتيريا".

وشدّدوا أخيراً على "ضرورة تفادي تجفيف اليدين بواسطة منشفة متوافرة في الحمّام لجميع الزبائن. أمّا في منزلك، فاحرص على تغييرها بانتظام وغسلها جيداً وعدم مشاركتها في حال كان أحد أفراد عائلتك يُعاني أيّ مرض مُعدٍ".

هل مُجفِّف الأيدي الكهربائي آمِن؟