أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا – (نزار محمد)

تستمرّ التصريحات الدوليّة والتحليلات السياسيّة لها بعد أن عزمت أمريكا على محاربة الإرهاب في كلّ من العراق وسوريا فيما تنظيم داعش أخلى بعض مقرّاته الأمنيّة في بعض المدن حسبما نقله شهود عيان في مدينتي الرقة والباب. في المقابل يستغلّ الثوّار التخبّط الأمني الحاصل بين قيادات التنظيم، فبدأت التشكيلات العسكريّة تتالى في كلّ من رأس العين وريف الرقّة والريف الحلبي الشمالي.

ساعة الصفر

تمّ تشكيل ثلاث غرف عمليات عسكريّة خلال الأسبوع الماضي أعقبت التصريحات الدوليّة المختلفة التي أعلنت عنها أميركا بعد انضمام أكثر من 40 دولة في العالم من أجل محاربة الإرهاب في كلّ من العراق وسوريا. أكثر من 20 فصيل عسكري اتّحدوا ضمن التشكيلات العسكريّة الآنفة الذكر من أجل ضرب تنظيم داعش في كلّ المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.

وتوزّعت غرف العمليات على امتداد الشمال السوري من ريف حلب وصولاً بريف الحسكة الشمالي الغربي، وبدأت بعض الفصائل بعملياتها ضد تنظيم داعش. ففي ريف حلب الشمالي كانت المعارك قد بدأت قبل تضخيم الحرب ضد داعش، خاصة بعدما تمكّن التنظيم من التقدّم والاقتراب من تل رفعت ومارع، وتمكّن الثوّار خلال الأسبوعين الماضيين من الوقوف بوجه التنظيم وتغيير ظروف المعارك والانتقال من الدفاع إلى الهجوم.

إذ تمكّن الثوار من استرجاع كلّ من القرى التالية "الحصية والورديّة وحاسجك" بعدما قتلوا أكثر من 75 عنصراً من التنظيم كما أفاد لأخبار الآن ناشطون من المنطقة. أمّا في الريف الحلبي الشرقي بعدما أعلن الثوّار عن تشكيل غرفة عمليات "بركان الفرات" تمكّن لواء ثوّار الرقة من قتل نحو 6 عناصر بينهم قياديين في داعش قرب جسر قره قوزاك، بعد استهدافهم بسيّارة مفخخة على حسب إفادة أحد عناصر العملية.

في المقابل أعلن لواء التحرير في رأس العين عن بدأ عملياته العسكريّة مستهدفاً تحرير مدينة الرقة والمناطق القريبة منها التي يسيطر عليها التنظيم على حسب تصريح أبو محمد كفرزيتا لوسائل الإعلام.

نزوح متوقّع

الأحداث السابقة جعلت العديد من العائلات في ريف حلب الشرقي والرقة تنزح خارج مناطق سيطرة التنظيم.. فادي أحد أبناء الرقة أفاد أخبار الآن: "لقد حصلت موجة من النزوح في المناطق القريبة من مقرّات التنظيم بعد أن بدأ الأهالي يلاحظون الطيران الجوّي الغريب، إذ يقول ناشطون أنّ الطيران الذي لاحظوه يحوم فوق سماء الرقة والطبقة هو أميركي وجاء من أجل تصوير مقرّات التنظيم".

وأضاف: "اعتبر تنظيم داعش من نزح من الأهالي خوفاً من الغارات الأميركية المحتملة ضعاف الإيمان". في سياق آخر بدأ تنظيم داعش باعتقال بعض المارّة في شوارع الرقة وأجروا لهم التفتيش حتّى في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أنّهم لم يجدوا شيئاً يتعلّق بالتنظيم أبقوا على اعتقالهم حسب إفادة بعض المدنيين في الرقة.

ويروي فصيح أحد أبناء الرقة لأخبار الآن عن طبيعة الحياة ضمن المدينة قائلاً: "عندما أقرر الخروج من أجل انجاز عمل ما أحسب حسابي وأسلك طريقاً بعيداً عن مقرّاتهم لتجنّب مقابلتهم، فحججهم كثيرة ويمكن أن يعتقلوا أيّ فرد في الشارع بأي حجّة كانت".

لم يكن الواقع المعيشي في مدينة منبج مختلفاً حيث قال أمين لأخبار الآن: "آخر حجج عناصر التنظيم للشباب في المدينة كانت نوع اللباس الذي يلبسونه، فاليوم لدينا ممنوع أن تمشي في الشارع وأن تلبس بنطال ضيّق".. العوامل السابقة بالإضافة لهجمات الثوّار وتحرّك طائرات دون طيّار لرصد مقرّات التنظيم جعلت بعض الأهالي يغيّرون رأيهم ويقررون النزوح نحو تركيا التي بدورها بدأت تشدّد رقابتها على الحدود.