أخبار الآن | دمشق – سوريا – (محمّد صلاح الدّين)

 أعلنت وزارة التربية في حكومة الأسد عن التحاق 4,3 مليون تلميذ وطالب بمدارس سوريا بشقيها العام والخاص مع انطلاقة العام الدراسي الجديد 2014/2015 دون أن توضح الوزارة مصير عشرات الآلاف من الطلّاب في مناطق الريف المحرّر والغوطة الشرقيّة على وجه الخصوص.

يقول الأستاذ سليمان الموجه التربوي في إحدى مدارس العاصمة إنّ الواقع التعليمي لن يكون بأحسن حال، ما عانيناه في العام الدراسي الماضي سنعاني منه هذا العام خصوصاً وأنّ الوضع الأمني في العاصمة ليس على خير ما يرام، فالقذائف المتساقطة على أحياء العاصمة مستمرّة وقد يتعرّض الطلّاب في المدارس كما تعرّضوا في السابق لخطر انفجارها في مدارسهم أو في طريقهم إليها.

وأضاف الأستاذ سليمان: "الضغط السكّاني الكبير في دمشق سينعكس سلباً على المدارس فيها، إذ ارتفعت نسبة الطلبة المُسجّلين في مدارس العاصمة إلى 140% قياساً بسعتها الطبيعية، وهو ما يشكّل عائقاً كبيراً أمام سير العملية التعليمية بنجاح، وأرجع سليمان ذلك إلى خروج مئات المدارس عن الخدمة نتيجة القصف الذي تعرضت له في السابق أو المعارك الدائرة في مناطق مثل جوبر و بعض أحياء جنوب دمشق.

في الوقت الذي يبدو فيه الوضع التعليمي في العاصمة دمشق  بهذا السوء إلّا أنه ستبدو بحالٍ جيّد جداً قياسا بالوضع الذي يعاني منه قطّاع التعليم في الغوطة الشرقيّة، فمنذ خرجت الغوطة عن سيطرة الأسد، سعت الكوادر التعليمية فيها إلى رأب الصدع الذي أفرزه حصار النّظام للغوطة في شتّى المجالات و منها مجال التعليم .

يقول الأستاذ عثمان عضو المكتب التعليمي في الغوطة الشرقيّة إنّ النّظام لجأ منذ البداية إلى استهداف المدارس في مناطق عديدة من الغوطة بغية تعطيلها و خلق مزيد من الضغوطات التي تثقل كاهل المحاصرين فيها، مما اضطرنا إلى استبدال مباني المدارس الحكومية بمبانٍ أقلّ خطورة وأقلّ عرضة للقصف وهو ما ضيّق الخيارات و قلّل من شروط المدارس الصحيّة.

وعن الصعوبات التي تواجه سير العمليّة التعليميّة في الغوطة المحاصرة قال الأستاذ عثمان: "العامل المادي هو الأكثر تأثيراً على القطاع التعليمي في الغوطة و أمام عجز وزارة التربيّة التابعة للحكومة المؤقتة عن تأمين احتياجات الطلّاب في الغوطة سيتم العمل بالشروط الدنيا للنجاح ، فإذا أردنا أن تكون العملية التعليمية ناجحة فإنّنا بحاجة وسطياً لما يعادل 100 دولار أمريكي لكل طالب، وهذا الرقم للعام الدراسي كاملاً، أي أنّ مدارس الغوطة التي تحوي 80 ألف طالب  مسجلون، بحاجة لمبلغ يقدّر بـ 8 مليون دولار لتأمين الاحتياجات الأساسية للطلاب والكوادر التدريسيّة فيها، وهو ما تعجز مديرية تربية ريف دمشق في الحكومة المؤقتة عن الوفاء به.

وقال عثمان إنّ الجو العام في الغوطة دعا مئات العائلات لمنع أطفالهم من الالتحاق بالمدارس، إمّا خوفاً عليهم من القصف، أو بسبب عمالة الأطفال المنشرة في الغوطة نتيجة الحاجة التي فرضها عليهم الحصار.