أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار) 

 

تحت غطاء الدين، وادعائه تطبيق الشريعة، يمارس تنظيم داعش، أبشع أشكال الاستغلال تجاه المرأة، وهو ما جعلها تحصد نصيب الأسد من جرائمه ضد المدنيين في العراق وسوريا.

تلخص “وثيقة المدينة” التي أصدرها تنظيم داعش، بعد ثلاثة أيام من سيطرته على مدينة الموصل، في 13يونيو (حزيران) العام الجاري، طريقة تعامل التنظيم ونظرته للمرأة. وهي الوثيقة ذاتها التي وزعت بعد سيطرة داعش على مدينة الرقة في سوريا

وتتضمن قائمة شروط، من 16 نقطة، ولكنها خلافاً لما تدعيه، أبعد ما تكون عن أحكام الشريعة، وروح الإسلام الوسطي، المنتشر في المجتمعين السوري والعراقي، ناهيك عن العقوبة التي يفرضها التنظيم لكل من يخالفها بالقتل والجلد، وهو ما يناقض جوهر الدين القائم على الأخلاق والتسامح.

وبحسب الوثيقة، المرأة عورة كاملة، إذ يطالبها التنظيم بالتزام البيت، وعدم الخروج من دون محرم، وعند خروجها، يفرض عليها ارتداء العباءة الفضفاضة والنقاب.

 إغلاق صالونات التجميل، ومنع استخدام “المانيكان” لعرض الملابس النسائية، وعلى البائعة أن تكون أنثى، ويمنع أيضاً بيع الملابس النسائية الداخلية للرجال، وبيع الملابس “المزخرفة أو الضيقة أو الشفافة”،
ولا يسمح للمرأة بالجلوس على الكراسي، فيما تمنع زيارة العيادات النسائية، التي يعمل بها الأطباء الذكور.
وتتجاوز انتهاكات داعش هذا الحد، إذ تشمل أيضاً القتل والاغتصاب والاختطاف، للنساء في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا، وهو ما يعتبره مراقبون كارثةً حقيقية، خاصةً مع حالة التكتم المحيطة غالباً بهذه الجرائم.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أعلنت في أوائل يونيو (حزيران) الماضي، على لسان المتحدث باسمها روبرت كولفيل “انتحار أربع نساء بعد تعرضهن للاغتصاب من قبل عناصر داعش في مدينة الموصل”.

يرى مراقبون أن تنظيم داعش يوظف المرأة كأداة للحرب النفسية، فالاغتصاب هو السلاح الأكثر شيوعاً لترويع النساء، والسيطرة على المجتمعات أثناء الحروب، عبر استغلال العاطفة الخاصة، التي تبديها المجتمعات العربية لشرف المرأة، وحرصها على حمايتها ورعايتها.

في محافظة الرقة السورية، تكثر إلى جانب الاغتصاب، حالات الزواج القسري لفتيات بعناصر من داعش، إذ تشير تقارير إعلامية إلى أن بعض الأهالي، يوافقون على تزويج بناتهم،إما طمعاً بالمال، أو لأنهم من مؤيدي داعش، بينما هناك من يضطرون للموافقة، خشيةً من انتقام التنظيم.

في المقابل، تشير المعلومات إلى أن بعض النساء في محافظة الأنبار غربي العراق، يقاتلن الإرهاب، حيث نجحن بطرد عناصر “داعش” من مناطقهن، فيما ذكر ناشطون في محافظة الرقة السورية أن مجموعة من النساء، تصدت لهجوم الداعشيات، في عدة حوادث، تعبيراً عن رفضهن لسلوكيات التنظيم وأفكاره، وهو ما يجسّد التحدي الأكبر الذي تواجهه المرأة السورية والعراقية، وهي تشارك الرجال، في قتال جماعات التنظيم.