أخبار الآن | الرقة – سوريا – (أحمد السخني)

المخرز هو لقب اطلق على "مالك الحسين ابو انس" الذي قام بفتح محل للصرافة في مدينة الرقة بشارع المنصور، قام المخرز باستثمار نقود الناس بالليرة السورية، حيث يقوم بتحوليها الى الدولار في مناطق النظام نظرا لانخفاض سعره، ويعاود بيعها داخل الرقة باسعار مرتفعة ويتقاسم الارباح مع اصحاب النقود، لكن عندما جنى مبلغ هائل من الاموال اختفى عن الانظار..

بدء عمل المخرز بالازدهار منذ أشهر قليلة واصبح يحصل على مبالغ خيالية، فقام العديد من الناس ورؤوس الاموال والشركات الكبرى بالرقة كـ "الحبو ، والسفراني " بوضع اموالهم عنده ليستثمرها، هذه الارباح التي كان يعطيها للزبائن بدأت تجر المدنيين أكثر وأكثر نظرا لعدم توفر العمل والسيولة المادية لدى المدنيين بالرقة، اضافة للغلاء الفاحش في المعيشة..

العديد من السكان قاموا ببيع كل املاكهم من ذهب، وسيارات ومقتنيات أخرى، وتعاملوا مع المخرز الذي وفّر لهم سيولة مغرية وبشكل يومي  دون ان يفقدوا اموالهم.. يقول ابو الحسام: "سمعت عن استثمار النقود لدى المخرز  فبدأت اعطيه الاموال بالليرة السورية وفي اليوم التالي يعطيني اياها بفئة الدولار واقل من سعر سوق الرقة بليرة او اثنين، ونبيعه فنربح من كل دولار ليرة سورية، اي من كل 10 آلاف دولار نربح ١٠ آلاف ليرة سورية، فتعاملت معه وبعدها بدأت ببيع كل ما املك من "ذهب، وسيارات، عقارات" وقبل رحيله بيومين اعطيته مبلغ يقدر بـ ٦ مليون ليرة سورية، ذهبت صباحا لأخذ المال فلم أجد المخرز، وكان شارع المنصور مليء بالبشر، ومنهم من كان مغما عليه والاخر يقوم بلطم نفسه"!

منذ عدة أيام قام المخرز بالاختفاء من مدينة الرقة ولم يعلم احد مكانه او اين ذهب، فقد كثرت الاشاعات حول مكان المخرز، منهم من يقول أنه غادر الرقة، والآخر يقول أنه معتقل لدى تنظيم داعش ومعه اموال الناس التي تقدر بأكثر من ٥٠ مليون دولار، كانت صدمة مفجعة لأغلب سكان المدينة الذين وضعوا املهم وثقتهم فيه.
 
يضيف مصعب – ابن أحد المستثمرين لدى المخرز- عندما ذهب والدي لاستلام أمواله من المخرز وسمع أنه غادر المدينة، أصابته سكتة قلبية فتوفى، فقد كانت صدمة قوية له لأنه أودع مايقارب ٢٠ مليون ليرة سورية لدى المدعو "المخرز" لأنها كانت كل ما يملك. قال البعض أن المخرز تم القبض عليه من قبل تنظيم داعش بالرقة، لكن حتى لو كان المخرز معتقلا عند التنظيم لن يستطيع الناس استرداد اموالهم لان داعش تعتبر أن هذا العمل هو رياء وتقوم بمحاسبة أصحاب الاموال.

يقول مهند: "سمعت أن المخرز معتقل لدى تنظيم داعش ولي عنده مبلغ من المال، ومع ذلك لن استطيع القول ان لي مبلغ ماليا لدى هذا الشخص خوفا على نفسي من الاعتقال والمسائلة من قبل التنظيم، فوقعت بين نار داعش والمخرز"..

مامن مصيبة لم تقع على اهالي الرقة فبين ارهاب داعش وقصف قوات الأسد وقلة لقمة العيش والعمل، اختفى المخرز واخذ معه ما بقي من اموال الناس وآمالهم.