أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا – (أيمن محمد)

شكل تحرير منطقة الدخانية بدمشق ضربة قاسية لنظام بشار الأسد، الذي كان يهدف للمحافظة على مناطق حكمه، والسيطرة على مناطق محررة في ريف دمشق، بعد إطلاق عمليات عسكرية واسعة في المليحة بريف العاصمة، انتهت باستعادتها بعد انسحاب الثوار منها جراء القصف الجوي والصاروخي المكثف، ليتبعها بحملة مشابهة في حي جوبر الدمشقي، مستخدماً كل أنواع الأسلحة، بغية إحراز تقدم ميداني لإبعاد الثوار عن الحي الأقرب إلى قلب العاصمة، لتأتي الأخبار صادمة للنظام ومؤيديه بدخول الثوار منطقة الدخانية التي لم يكن للثوار أي تواجد فيها، وكانت مرتعاً لشبيحة الأسد، كونها الأقرب إلى قلب دمشق من جهة الغوطة الشرقية.

قيادي في الجيش الحر كشف لـ"أخبار الآن" تفاصيل عملية دخول الدخانية بعد أن اكتنفها الغموض وكثرت التساؤلات حول كيفية تحريرها بهذه السرعة، وتحقيق أهداف العملية بأقل جهد ووقت.

"عملية منظمة ومحكمة خططت لها القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية، استغرقت أشهر، منذ بدء ميليشيات النظام عملياتها على بلدة المليحة، وبينما كان النظام ووسائل إعلامه يتحدثون عن نصر مزعوم فرحين باستعادة بلدة المليحة وهي ركام مدمرة، كنا نخطط مع ضابطين من جيش الأسد، وعدد من متزعمي الشبيحة وميليشيات الدفاع الوطني في منطقة الدخانية، تمهيداً لدخول الثوار إلى المنطقة على دفعات، وتوزيع أماكن تمركزهم في أنحاء المنطقة، مقابل تقديم مبالغ مالية تم الاتفاق عليها مع الضابطين وقادة الدفاع الوطني"، يقول القيادي لـ"أخبار الآن".

ويضيف: "كانت العملية سرية ولا يعلم بها أحد سوى حلقة ضيقة من القيادات في مراحلها الأولى، وكل من يتحدث عن أنفاق أو تسلل الثوار عبر مجارير صرف صحي وغيرها هي محض خيال وكذب، العملية كانت بالتنسيق مع ضابطي الأسد وعدد من قادة الشبيحة، الذين باعوا قائدهم وسيدهم مقابل المال، ومن لم ينسحب من شبيحة النظام من الدخانية  قتلته قذائف وصواريخ الأسد الذي قصف المنطقة بشكل جنوني بعد تأكده من أن الثوار دخلوا منطقة الدخانية وحرروها بالكامل، ويشنون هجوماً على حاجز الكباس على أطراف دويلعة".

ويعتمد الأسد على قادة "الدفاع الوطني" في عدد كبير من المناطق داخل العاصمة وريفها بغية منع دخول الثوار إلى أحياءها، وجميعهم على ارتباط بضابط أو ضابطين من جيش الأسد، ليتلقوا الأوامر منهم، وجميع هؤلاء "القادة" من أصحاب السوابق الجنائية أو الأخلاقية، أصدر بشار الأسد مراسيم للإفراج عنهم، وتوكيلهم بمهمة تجنيد الشبيحة في مناطقهم لمواجهة الثوار، وبات كثير منهم يمتلك مبالغ مالية ضخمة وعقارات جراء عمليات الخطف والسرقة التي يمارسوها بحق المدنيين، حتى بات عدد منهم خارج سلطة بشار بحكم الولاء الذي يحصلون عليه من عناصرهم الذين يدرون مبالغ كبيرة من عمليات الخطف، واكتشف اللواء في مخابرات النظام جميل الحسن من خلال خلاياه بين قادة الشبيحة خيانتهم للنظام، مقابل مبالغ مالية من الثوار، ليرد باعتقال وقتل بعضهم.

وكانت القيادة العسكرية الموحدة للغوطة الشرقية، أعلنت رسمياً، منطقة الدخانية في العاصمة دمشق منطقة محررة بالكامل من نظام الاسد وميليشياته.