أخبار الآن | حلب – سوريا – (عمار البكور)

في خطوة لإعادة إنعاش العمل المدني الثوري أطلق ناشطون سوريون خلال الأيام القليلة الماضية حملة بشعار "كلمة حق" في 3 محافظات سورية، للإفراج عن المعتقلين في سجون نظام الأسد وتنظيم داعش، وتهدف الحملة للتوعية ولفت أنظار المجتمع الدولي لحالات الخطف والاعتقال القسري التي يتعرض لها السوريون، ويشارك بالحملة ناشطون في مجال حقوق الإنسان ومحامون وإعلاميون.

فاطمة سعد الناطقة الرسمية باسم الحملة قالت لمراسل "أخبار الآن" : "بدأت حملة (كلمة حق) بمشاركة عشرات الناشطين ومع استمرار عمل الحملة يزداد عدد العاملين فيها تدريجياً، مؤكدة أن فريق الحملة يسعى لتسليط الضوء على المعتقلين المغيبين منذ سنوات في سجون النظام وكذلك المعتقلين في سجون داعش، ظلماً دون محاكمة عادلة ومعلنة"، مؤكدة أن "الهدف من الحملة المطالبة بكل المعتقلين وبالأخص المعتقلين تعسفياً أو قسرياً، عند جميع الأطراف المتنازعة".

وعن تفاصيل الحملة قالت فاطمة: "تعاون فريق الحملة مع أكثر من ١٠٠ مجلس محلي في محافظات حلب وريفها، وريف إدلب، ومدينة الحسكة، وقدم الفريق (لوحات اعلانية) عليها شعار الحملة كي توضع في مكاتب المجالس المحلية، كما طبع الفريق 30 ألف (بروشور) و50 ألف (رسم إعلاني) وزعت على الكثير من المناطق في المحافظات المذكورة، وحملت الرسومات عدداً من الشعارات مثل: (لا للاعتقال التعسفي، وفك قيدي، وللعدل ميزان فاحكموا به، وابني وين؟).

وأشارت فاطمة أن بعض شباب الحملة تعرضوا لملاحقات من قبل أجهزة أمن النظام أثناء لصقهم صوراً للحملة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين داخل مدينة الحسكة التي مازال نظام الأسد يسيطر عليها شرق سوريا، مضيفة: "ما دفعنا لتنفيذ هكذا حملة هو أن الشعب السوري أصبح في حالة يرثا لها، ولأن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان باتت أشبه بعجوز مغمضة العينين عن الملف السوري الذي يشهد أفظع انتهاكات بحق الإنسان، حيث قدرت الأرقام أن هناك ما يقارب من 130 ألف معتقل ومفقود في ظلام السجون".

أما أبو عبدو الحلبي (ناشط يشارك بالحملة) قال لمراسل أخبار الآن: "ما دفعني للمشاركة بالحملة، تزايد عدد الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري الذي يتعرض له الشارع السوري في الآونة الأخيرة، إن كان من قبل النظام أو داعش، ولأن الناشط أصبح هدفاً للاعتقال من نظام الأسد وتنظيم داعش لمجرد نشاطه بأي عمل مدني".. منوهاً أن الحملة تطالب بالمعتقلين في كل السجون دون محاكمة.

وأكد "أبو عبد" أن "فريق الحملة يعمل بالتنسيق مع مجلس محافظة حلب الحرة، وبأن أماكن الحملة تركزت في أحياء المدينة المحررة، وفي مناطق سيطرة الثوار في ريف حلب الشمالي والغربي، وبأن الحملة تلقت دعماً مادياً من من قبل شباب البرلمان السوري الذي يضم ناشطون فاعلون على الأراضي السورية".

وحسب إعلان فريق الحملة فلا أحد فوق القانون، ولا أحد يعاقب إلا القانون، وكل إنسان يجب أن يخضع للقانون، ولكل شخص حق الحرية والأمان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفياً،ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون وطبقاً للإجراء المقرر فيه، ولا اعتقال إلا مع التقيد باحترام حق المعتقل في الأمن، وفي السلامة الجسدية، وفي المحافظة على كرامته.

مراسل "أخبار الآن" وهو يسير في شوارع حلب المحررة التي طغى عليها شكل الدمار وغيّر القصف الجوي من معالمها، لاحظ جهد فريق الحملة عبر انتشار الكثير من "بروشورات" ورسومات الحملة الملصقة على جدران المدينة المدمرة تحمل شعار "كلمة حق"، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين المغيبين منذ زمن في سجون نظام الأسد وتنظيم داعش.