أخبار الآن | بنغازي – ليبيا – (وكالات) 

شهدت مدينة بنغازي يوم امس ثلاث عشرة حالة اغتيال ، لتسجِّل العدد الأكبر في عمليات الاغتيال منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي .

ومن أبرز من تم اغتيالهم امس الناشط المدني وابن وزير الإعلام الليبي توفيق بن سعود البالغ من العمر 20 عاماً، كما شملت حالات الاغتيال امرأة .

وكانت حدة الاغتيالات في بنغازي تزايدت خلال الأيام الماضية، بعد أن توقفت لأسابيع نتيجة ً للمعارك بين الجيش الوطني الليبي، ومجلس شورى ثوار بنغازي المتكون في مجمله من "المتشددين" الذين باتوا شبه مسيطرين على المدينة.

ويعتقد أن زيادة حدة الاغتيالات تأتي أيضاً بهدف تخفيف الضغط عليهم ومنع الجيش الوطني الليبي من التقدم إلى المدينة، وفي هذا الصدد شن الطيران الحربي الليبي قصفاً عنيفاً على مواقع تابعة لأنصار الشريعة في بنغازي.

وفي السياق ذاته قال مصدر أمني إن "مسلحين مجهولين اغتالوا  الداعية الإسلامي المعروف الشيخ نبيل ساطي مساء الخميس أمام مسجد قيس بن عمر في منطقة سيدي يونس وسط المدينة بعد إمامته للناس في صلاة العشاء".وتستهدف الاغتيالات شخصيات عامة ورجال قضاء وإعلاميين ورجال دين لكنها تتركز على استهداف رجال الجيش والشرطة حتى وإن كانوا متقاعدين أو خارج الخدمة.     
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "مسلحين ترصدا ساطي عقب خروجه من المسجد وأمطروه بوابل من الرصاص أمام مرأى ومسمع الجميع ولاذوا بالفرار". واكد مسؤول الإعلام في مستشفى الهواري العام هاني العريبي مقتله بعدة رصاصات في الرأس والجسم.

              
والشيخ نبيل ساطي من مواليد العام 1977، وكان يشغل صفة رئيس قسم الشؤون الثقافية والدعوية بفرع وزارة الأوقاف الليبية في مدينة بنغازي. وكان خطيبا وإماما ومحفظا للقرآن الكريم في المسجد الذي قتل فيه.
                            
وقال المصدر الأمني إن مهاجمي ساطي اتجهوا بعد فرارهم نحو منطقة حي السلام واغتالوا المواطن حسين فضل العبيدي من دون ان يحدد الجهة التي ينتمي اليها.
              
وأشار إلى أن "مسلحين آخرين قتلوا ليل الخميس – الجمعة المواطن أحمد الحسوني أمام بيته في منطقة راس عبيدة وسط المدينة"، بدون أن يحدد الجهة التي ينتمي اليها أيضا، لكنه تبين عقب ذلك أنه يدير مقهى صغيرا في المنطقة نفسها.
                            
والخميس أيضا قتل في ساعات مبكرة العقيد المتقاعد من الشرطة الليبية مسعود العبد العريبي نتيجة استهدافه من قبل مسلحين أمام مزرعته في منطقة أم مبروكة جنوب غرب مدينة بنغازي، وفق المصدر.
              
في سياق متصل لقي مواطن مصري مسيحي يدعى عادل اسحق شعبان حتفه عندما هاجمه مسلحون مجهولون داخل محل للحياكة يعمل فيه في وسط بنغازي.
              
وقال شهود إن شعبان كان يعمل حائكا منذ نحو 20 عاما في ليبيا، مرجحين سبب مقتله لديانته المسيحية. وسبق ان قتل اقباط مصريون في ليبيا.
              
في السياق ذاته نجا المواطن زهير رمضان بوشويقير من الموت بعد أن انفجرت عبوة ناسفة الصقت أسفل سيارته عقب نزوله منها بلحظات لزيارة والده المريض في المستشفى.
              
وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي لفرانس برس أن "حالة إغماء أصابت بوشيقير نتيجة للفزع الذي أصابه من الحادثة".

وبحسب مصادر عسكرية فإن المجموعات المسلحة في المدينة، تتكون في غالبيتها من تنظيم "أنصار الشريعة"، الذي أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة، وما يعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي"، وهما الجماعتان اللتان صنفهما مجلس النواب الليبي، إلى جانب قوات "فجر ليبيا"، كجماعات إرهابية.