أخبار الآن | كييف – أوكراينا – (أ ب) 

اتفق ممثلون للحكومة الأوكرانية والإنفصاليين الموالين لروسيا على خطة يقول مراقبون إنها قد تساهم في دعم إتفاق وقف إطلاق النار الهش في شرقي أوكرانيا.

 وبموجب الإتفاق يلتزم الجانبان بإقامة منطقة منزوعة السلاح بمساحة ثلاثين كيلومترا وبسحب المقاتلين الأجانب وحظر تحليق الطائرات العسكرية فوق المنطقة. 

هذا وقد تم التوصل إلى اتفاق خلال محادثات في جمهورية روسيا البيضاء بحضور الروسي لدى كييف ومبعوث منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
            
وخلال مؤتمر صحافي في العاصمة الاوكرانية، قال الناطق باسم الجيش الاوكراني فولوديمير بوليوفي ان جنديا اوكرانيا قتل واصيب سبعة اخرون "في الساعات ال24 الماضية"، بدون توضيح ما اذا كان ذلك تم بعد اعلان اتفاق مينسك.
              
وانفجر مصنع اسلحة خاضع لسيطرة المتمردين صباحا قرب دونيتسك اثر تعرضه لنيران مدفعية لم تحدد اسبابهأ.
              
والمذكرة الموقعة في بيلاروسيا تشكل خطوة اضافية في وقف تصعيد اعمال العنف بعد خمسة اشهر من نزاع اوقع حوالى 2900 قتيل وتسبب بنزوح اكثر من 600 الف مدني من منازلهم.
              
وتنص المذكرة على وقف اطلاق نار كامل واقامة منطقة منزوعة السلاح عرضها 30 كلم وسحب المدفعية الثقيلة من الجانبين لمسافة 15 كلم من "خط التماس" بينهما.
              
واعلن الرئيس الاوكراني السابق ليونيد كوتشما ان المذكرة "ستكون فرصة لاقامة منطقة وقف اطلاق نار بعرض 30 كلم على الاقل".
              
وتمتد المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون على مسافة 230 كلم من لوغانسك شمالا حتى بحر آزوف (اكرر: آزوف) جنوبا وعلى 160 كلم عرضا بين دونيتسك غربا والحدود الروسية شرقا.
              
واتفق اطراف النزاع على عدم استخدام اسلحة ثقيلة في المناطق السكنية ومنع المقاتلات الجوية والطائرات بدون طيار من التحليق فوق المنطقة المنزوعة السلاح التي ستكون تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا، حسبما اوضح كوتشما.
              
كما تنص المذكرة على عدم دخول "كل المجموعات المسلحة والمعدات العسكرية والمقاتلين والمرتزقة" الى هذه المنطقة المنزوعة السلاح.
              
ولم تحسم المذكرة القضية الشائكة المتعلقة بمطار دونيتسك الخاضع حاليا لسيطرة الجيش الاوكراني لكن يطوقه المتمردون.
              
ومن المرتقب ان تضاعف منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تنشر حاليا 250 مراقبا في اوكرانيا، هذا العدد بحلول نهاية السنة. وستكون مهمتهم مراقبة احترام وقف اطلاق النار.
              
ورحب الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ديديه بورخالتر بالاتفاق لكنه دعا الدول ال57 الاعضاء الى دعم المهمة في اوكرانيا بشكل اكبر ماليا وعبر تقديم المزيد من المراقبين.
              
واعلن ايغور بلونتسكي ممثل "جمهورية لوغانسك الشعبية" انه "من المفترض اقامة منطقة آمنة بالكامل"، مضيفا ان المباحثات لم تشمل الوضع في منطقتي لوغانسك ودونيتسك الخاضعتين لسيطرة الانفصاليين.
              
ومنذ توقيع "بروتوكول وقف اطلاق النار" الذي احدث مفاجأة شاملة بين كييف والمتمردين في عاصمة بيلاروسيا في الخامس من ايلول/سبتمبر، عرض الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان يضمن "وضعا خاصا" موقتا للمناطق الموالية لروسيا في الشرق، على ان يترافق ذلك مع انتخابات محلية في كانون الاول/ديسمبر. وقد تبنى النواب هذه العروض في خضم المفاوضات.
              
ويجتمع عدد من كبار القادة العسكريين في الحلف الاطلسي في ليتوانيا السبت لمناقشة العلاقات مع روسيا بعد ان اتفق الطرفان المتحاربان في اوكرانيا على سحب قواتهما بموجب خطة سلام جديدة. 
              
وقال الجنرال كنود بارتلز الذي يترأس اللجنة العسكرية في الحلف الاطلسي ان قادة الدفاع من دول التحالف ال28 سيراجعون "العلاقات المستقبلية مع روسيا ووضع حلف الاطلسي العسكري". 
              
في هذه الاثناء، طبق الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي تتهم روسيا "بالمس بسيادة اوكرانيا" من خلال مساعدة التمرد بالاسلحة والقوات، عقوبات جديدة على الاقتصاد الروسي الذي يوشك دخول مرحلة الانكماش.
              
وانتقد باراك اوباما مرة جديدة الخميس "العدوان" الروسي خلال الزيارة الرمزية الاولى لبترو بوروشنكو الى واشنطن منذ وصوله الى الحكم في ايار/مايو.
              
وقد حصلت التنازلات السياسية التي قدمتها كييف على دعم موسكو هذا الاسبوع، الا ان المتمردين رفضوا حتى الان اي عرض تقدمه السلطات الاوكرانية يتعلق بالمنطقة التي يطالبون باستقلالها.
              
ويقول الحلف الاطلسي ان حوالى الف جندي روسي ما زالوا ينتشرون على الاراضي الاوكرانية، واتهمت كييف الخميس روسيا التي تنفي الاضطلاع بأي دور فعال في النزاع، بأنها حشدت حوالى اربعة الاف جندي روسي "مع كامل معداتهم وذخائرهم" على الحدود "الادارية" مع شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها روسيا في اذار/مارس.
              
لكن موسكو تنفي اي وجود عسكري لها في مناطق الانفصاليين رغم المعلومات التي توردها عدة وسائل اعلام مستقلة روسية وتشير الى مراسم جنازة سرية تنظم لمظليين في شمال روسيا وذلك نقلا عن اقربائهم الذين يقولون انهم قتلوا في اوكرانيا. 

من جانب اخر، وصلت قافلة ثالثة من المساعدات الروسية دون اي مواكبة عسكرية الى شرق اوكرانيا. وقال الكسندر دروبيشفسكي المتحدث باسم وزارة شؤون الطوارئ الروسية لوكالة فرانس برس ان القافلة التي تنقل ماء وغذاء وصلت الى دونيتسك ويتم تفريغ حمولة الشاحنات.

واوضح المتحدث ان القافلة الثالثة وهي الاولى التي تصل الى دونيتسك، لم يرافقها من الحدود اي ممثل لهيئة دولية او كييف. 

وكانت روسيا ارسلت قافلتين الى لوغانسك (شرق) مما اثار جدلا في اوكرانيا. فقد ارسلت القافلة الاولى والمؤلفة من مئتي شاحنة في اب/اغسطس دون الحصول على الموافقة النهائية لكييف والصليب الاحمر، وقامت بالامر نفسه مع القافلة الثانية في مطلع ايلول/سبتمبر.