أخبار الآن | حماة – سوريا – (مكسيم الحاج)

عقب بدء الضربات العسكرية من التحالف الدولي على مواقع داعش في سوريا، سرت حالة من الخوف في صفوف المدنيين بالمناطق التي يقطن فيها الأهالي، وخاصة في الأماكن القريبة من مقرات داعش في الرقة وريف حماة الشرقي وريف حلب.

في ريف حماة الشرقي تحدث ناشط ميداني- رفض ذكر إسمه- عن حالة هلع تسود صفوف المدنيين بالمناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش, كمناطق العقيربات وما حولها، خاصّة بعد استهداف التحالف الدولي لمنطقة شاعر بريف حمص الشرقي بغارتين، تلك المنطقة المجاورة لمنطقة العقيربات بالريف الشرقي لحماة.

وأفاد الناشط عن إعادة داعش ترتيب صفوفه وتوزعها في ريف حماة الشرقي منذ بداية إعلان الضربة العسكرية، وانتقالهم من أماكنهم السابقة إلى أماكن تواجد المدنيين للإختباء بينهم.

وفي معلومات خاصّة حصلت عليها أخبار الآن, بأن تنظيم داعش قام بنقل مقر قياداته من قرية القسطل بريف حماة الشرقي إلى مكان مجهول، فيما لم يعُرف من قائد قطاع ريف حماة الشرقي للتنظيم حتى الآن، ويعتقد أنّه من ريف إدلب وقد تم تبديله بقرار من "أمير" الرقة الداعشي.

يشار إلى أن مناطق ريف حماة الشرقي كالعقيربات وما حولها هي مناطق صحراوية بالكامل يقطنها سوى "البدو" الذين معظم يسكن في خيم بسيطة من الشعر.

في سياق آخر تحدث مركز حماة الإعلامي عن نزوح آلاف العائلات والمدنيين من ريف حماة الشمالي جراء القصف العنيف على تلك المناطق, وكان أكثرها نزوحاً قرى التريمسة والجبين وتل ملح واللطامنة وكفرزيتا وحصرايا بريف حماة الشمالي, حيث نزح أيضاً قسم كبير من أهالي تلك القرى والبلدات خوفاً من الإعدامات الميدانية والمجازر التي قد يقوم بها الأسد وميليشاته، كما قام بها في قرى وبلدات بريف حماة الغربي بعد تقدمه في تلك المناطق وإقتحامها.

وفي لقاء مع الأستاذ سيف الدين ريحاوي -مدير جمعية وأعتصموا- وأحد المتابعين لملف النازحين من ريف حماة لريف إدلب قال لأخبار الآن بأن عدد العائلات النازحة من ريف حماة لريف إدلب بلغ عددها الموثّق أكثر من 9000 عائلة ما يعادل55 ألف فرد, وهذا ما تم توثيقه حتى اللحظة والأعداد أكبر من ذلك بكثير.

فيما يعيش اولئك النازحين ظروف معيشيه صعبة للغاية فلا طعام ولا ماء ولا وجود لشيء ينامون عليه، فالأرض فراشهم والسماء لحافهم, بحسب ما يقول الاستاذ ريحاوي, وأضاف: "الناس خرجت من منازلها هرباً من الموت,تفترش الأرض وتلتحف السماء, حناجرهم جافّة من الخوف والعطش, ونظراتهم حائرة عن حالهم وما ينتظرهم, منتظرين العون من الله تعالى".

وأبرز ما يحتاجه الأهالي هو الخيام الصغيرة لتآوي الأطفال والنساء عوضاً عن البقاء في العراء وتقيهم البرد الذي يخيّم عليهم في ساعات اليل وحتى الصباح. كما يفتقدون للماء، فحالات العطشى هنالك كثيرة بسبب العدد الكبير وعدم توافر مياه الشرب بشكل كافي، إضافة إلى حاجات الأطفال بشكل ماس وعاجل جداً للحليب والمستلزمات الخاصة بالرضّع، علاوة عن تأمين الطعام والشراب والأغطية.

فيما حاولت قلّة من المؤسسات والمنظمات الانسانية العمل على تأمين بعض المتطلبات وجمع مساعدات لايصالها للنازحين وقد بدأ اليوم توزيع بعض الحاجيات التي أستطاعت بعض المؤسسات تأمينها ولكنها قليلة ولا تسدّ إلّا القليل من الكم الهائل من الاحتياجات.