أخبار الآن | دمشق – سوريا – (تالا جابر)

قبل أيامٍ فقط كتبت ميسا الصالح الخارجة لتوها من معتقلات الأسد رسالةً إلى أختها سمر المعتقلة في سجون داعش، منذ ما يقارب العام، تحدثت عن لحظة اختطافها في أحد شوارع الأتارب وصراخ أمها بخاطفيها أن يتركوها دون فائدة، ولا يعرفون إلى اليوم أي خبرٍ عن مصير ابنتهم، وتتضاعف المخاوف اليوم على مئات المعتقلين في سجون تنظيم داعش مع بدء ضربات التحالف الدولي.

سمر ليست المعتقلة الوحيدة في سجون داعش، فهناك الناشطون والمقاتلون والمدنيون، وأصحاب العلم، جميعهم تقدر أعدادهم بالمئات أدخلهم التنظيم إلى زنازينه.

المعتقلون في سجون التنظيم منهم من تجاوزت مدة اعتقاله عاماً ونصف العام ولا أحد يعرف عنه شي كحال عبود الحداد المنشق عن جيش النظام منذ بداية العام 2012، واعتقله داعش كما تتحدث والدته فاتن عجان، على حاجز للتنظيم في أطمة، وهو في طريقه إلى أنطاكية، وجدوا معه الكاميرا واللابتوب فكانت تهمته العمل في الإعلام، حيث كان ينقل الأحداث بشكلٍ مباشر فهو من كان وراء نقل أحداث الحفة في ريف اللاذقية.

"يا كفرة، يا قتلة المسلمين، تبغون شرعة أميركا على شرعة الله، دولة الإسلام باقية رغم أنوفكم"، بهذه الكلمات يتوجه عناصر التنظيم لمقاتلي الجيش الحر الذين يقدم على اعتقالهم.

ناشطون وإعلاميون ومقاتلون اعتقلهم داعش يتعرضون الآن لمصيرٍ مجهول، لا سيما وأن التنظيم كان يستخدم المعتقلون الأجانب كورقة ضغطٍ على بلادهم، في حين يترك المعتقلين من السوريين لمواجهة قدرهم دون أن يسأل بهم أحد.

في البوكمال وحسب الأنباء الواردة من هناك فقد قامت قوات التحالف باستهداف حاجز مدرسة الزراعة، وهي نقطة يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي التنظيم، وفي الدرسة يقبع عشرات المختطفين من قبل داعش السوريين منهم بشكلٍ خاص.

والدة أحد المعتقلين لدى داعش فضلت عدم ذكر اسمها حرصاً على حياة ابنها المعتقل حسب آخر خبر وصل إليها في سجن سد تشرين، طالبت المجتمع الدولي باتخاذ مواقف فاعلة لإطلاق سراح ابنها وجميع المعتقلين، وتخشى من تحويلهم إلى دروعٍ بشرية لحماية داعش، أو أن يقوم التنظيم بتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم كردة فعل على ضربات التحالف الدولي.

وتضيف السيدة أن ابنها انشق عن الجيش وكان يقاتل في صفوف الجيش الحر في ريف إدلب، واعتقله التنظيم في حلب منذ ما يقارب عام ولا تعرف عنه أي شيء.

ناشط حقوقي فضل عدم ذكر اسمه أكد أن هناك عدد تم توثيق أسماءهم من معتقلي داعش،  منهم محمد نور مطر، وعبد الإله الحسين، وسمر صالح، وعبود حداد، ومحمد العمر، واسماعيل الحامض، فراس الحاج صالح، وعبد الله الخليل، وعبيدة بطل، وغيرهم الكثيرون، ويعتقد التنظيم أنه يقوم بترهيب السوريين عبر اختطاف واعتقال أبنائهم، وإخفائهم في مصيرٍ مجهول.

ويطرح الناشط الحقوقي مبادرة برسم دول التحالف وشركائهم على الأرض أن تضمن حياة المعتقلين والمختطفين لدى داعش، عبر تنفيذ عملياتٍ لإطلاق سراح المختطفين، ويذكر الناشط أن اطلاق سراح المعتدلون في الجيش الحر الذين يعتقلهم داعش، أمر في غاية الأهمية في هذه المرحلة بالتحديد.