اطلق منذ قليل مجموعة ٌمن منظري تيار السلفية الجهادية وعلى راسِهم  أبو محمد المقدسي، أبو قتادة الفلسطيني وهاني السباعي  مبادرة اطلقوا عليها "مبادرة الهدنة بين الفصائل" دعوا فيها جميع الكتائب والتنظيمات المقاتلة في الشام والعراق ومن ضمنها النصرة وداعش إلى كف القتال فيما بينهم على أن يبدأ ذلك في موعد أقصاه ليلة عرفة. 

 قبل أيام قليلة، طالب القيادي الجهادي "داعش" و"جبهة النصرة" بالابتعاد عن الشماتة وعدم الفرح بما يصيب كلاً منهما نتيجة ضربات التحالف الدولي لهما، معتبراً أن الحرب التي يشنها التحالف ما هي إلا خطوة أولى لمحاربة كل فصيل متشدد  يسعى لبناء دولة تطبّق أحكام الشريعة.
ويرى مراقبون أن  المقدسي، هنا ربما يضرب على وتر حساس لدى عموم الفصائل المتشددة المقاتلة، حتى تلك التي لا يمكن وضعها في السياق نفسه الذي يمكن وضع "القاعدة" فيه، حين يتحدث عن "الشريعة"، أو بالأصح عن التهديد الذي يمثله التحالف بتحطيم الحلم بـ"بناء الدولة" التي تطبق أحكام الشريعة

 يشار إلى أن المقدسي هو منظّر سلفيّ جهادي أردني من أصل فلسطيني، اسمه عصام طاهر البرقاوي، نسبة إلى قرية برقة التي يتحدّر منها والتي تقع في ريف مدينة نابلس في فلسطين، وهو من مواليد 1959، درس العلوم في جامعة الموصل في العراق قبل أن ينتقل لدراسة العلوم الإسلامية في المدينة المنورة في السعودية، ليلتحق بالجماعات الجهادية في باكستان وأفغانستان حيث عمل مع تنظيم "القاعدة"، وعاد في بداية التسعينات إلى الأردن، حيث اعتقلته السلطات الأردنية بعد فترة من عودته وأطلقت سراحه في نهاية التسعينيات، ولتعاود اعتقاله عدة مرات في الفترة اللاحقة، كان آخرها اعتقاله لثلاث سنوات قبل أن تفرج عنه السلطات الأردنية في يوليو/ تموز الماضي.