أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (الإمارات اليوم)
 

 

 

لجأ، منذ الجمعة الماضية، نحو 70 ألف مدني كردي إلى تركيا، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي أشارت إلى احتمال وصول «مئات آلاف» الأشخاص إلى تركيا، في حين حذرت المعارضة السورية في المنفى من عملية «تطهير عرقي».

وقالت المفوضية، أمس، إن تركيا تواجه إحدى أكبر موجات تدفق اللاجئين من سورية منذ اندلاع الحرب هناك قبل أكثر من ثلاثة أعوام، في الوقت الذي يستمر المدنيون في الفرار من الاشتباكات بين متشددي تنظيم «داعش» والقوات الكردية.

وغداة نزوح الآلاف، وبينهم العديد من النساء والأطفال والمسنين، المحملين أكياساً وحقائب، الذين عبروا نقطة مرشد بينار الحدودية التركية (جنوب)، لايزال عشرات الأكراد متجمعين الأحد أمام الأسلاك الشائكة في انتظار أن يعبروا بدورهم على مرأى من الجنود الأتراك.

وفتح الجنود الأتراك الأسلاك الشائكة الفاصلة بين البلدين في نقاط عدة لتسهيل عبور اللاجئين القادمين من عين العرب.

وقال الناشط السوري الكردي الذي يتحرك بين الحدود والمدينة، مصطفى عبدي، إن «شوارع كوباني شبه مقفرة وهناك شعور كبير بالخوف»، وأضاف أن مدنيين «بينهم مسنون ومعوقون تم إعدامهم في القرى، لكننا لا نملك رقماً محدداً»، مؤكداً أن «داعش ينهب المنازل».

وتابع عبدي أن «معظم النساء والأطفال غادروا كوباني وثمة آلاف الرجال المسلحين المستعدين للدفاع عن المدينة حتى آخر نقطة دم. ولكن ماذا يستطيعون حيال الأسلحة الثقيلة لداعش؟». وقال أيضاً «نحتاج إلى طائرة أميركية واحدة لضرب هؤلاء الهمجيين. أين التحالف المناهض لداعش (بقيادة الولايات المتحدة)؟ عليه أن ينقذ الشعب الكردي».

ويهدف التنظيم من الهجوم على عين العرب إلى ضمان حرية حركة في القسم المهم الخاضع لسيطرته على الحدود التركية، وتعزيز سيطرته في شمال سورية، حيث يحتل مناطق واسعة إضافة إلى مناطق واسعة في العراق المجاور.

وعلاوة على الفظاعات التي ارتكبها في المناطق التي سيطر عليها، أثارت المشاهد الوحشية لفيديوهات بثها تنظيم «داعش» لإعدام أميركيين اثنين وبريطاني، مشاعر غضب وتقزز العالم ودفعته إلى التحرك.

وقال قائد كردي في المنطقة إن «داعش» تقدم حتى مسافة 15 كيلومتراً من كوباني التي عرقل موقعها الاستراتيجي إحكام المتشددين السيطرة على مختلف أنحاء شمال سورية.

وقال سياسي كردي من تركيا، زار عين العرب، أول من أمس، إن سكان المدينة أبلغوه بأن مقاتلي «داعش» يذبحون بعض الناس في تقدمهم من قرية لأخرى.

وقال نائب حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد في تركيا، إبراهيم بينيجي، إن «هذه ليست حرباً بل عملية إبادة جماعية، فهم يدخلون القرى ويقطعون رأس شخص أو شخصين ويفرجون أهل القرية عليهما»، وأضاف «حقيقة، هذا وضع مخجل للإنسانية»، ودعا إلى تدخل دولي. وتابع أن خمسة من زملائه من أعضاء البرلمان ينوون الإضراب عن الطعام خارج مكتب الأمم المتحدة في جنيف للمطالبة بتحرك.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع تطورات الحرب الأهلية، إن الاشتباكات استمرت خلال الليل، وأسفرت عن مقتل 10 من المتشددين، ليرتفع عدد قتلى «داعش» إلى 39 على الأقل، وسقط 27 مقاتلا كردياً. وجدد حزب العمال الكردستاني، الذي أمضى نحو 30 عاماً في القتال من أجل الحكم الذاتي لأكراد تركيا، دعوته إلى شباب الأكراد جنوب شرق تركيا لحمل السلاح والتوجه إلى عين العرب لإنقاذها.

وتجمع المئات تضامناً ليوم ثالث على الجانب التركي من سور الأسلاك الشائكة الذي يفصل بين جانبي الحدود، قرب مدينة سروج، حيث عبر كثير من اللاجئين. وأطلقت قوات الأمن، التي حاولت الحفاظ على النظام، الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، وبدأ بعض المحتجين يقذفونها بالحجارة لإبداء استيائهم.

يأتي ذلك في وقت وجهت زوجة سائق سيارة أجرة بريطاني يحتجزه «داعش» رهينة مهددين بإعدامه، أول من أمس، رسالة إلى التنظيم ناشدته فيها إطلاق سراح زوجها، متسائلة كيف يمكن لإعدامه أن يخدم أي قضية. وفي بيان نشرته الخارجية البريطانية ناشدت باربرا هينيغ خاطفي زوجها أن ينظروا إلى رسالتها «بقلوبهم لإطلاق سراح زوجي» نظراً إلى دوافع ذهابه إلى سورية.