أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (رنا عفيفي)

 

 

صباح السبت بدأت الصحفية آدامز بارسال تغريدات عبر تويتر تروي بها القصة. حينما كانت على متن طائرة تابعة للطيران المصري متجهة الى مطار القاهرة. وأثناء نومها خلال الرحلة إستيقظت لتجد الرجل بجانبها يتحرش بها.


 

ثم عادت "آدامز" لتغّرد على حسابها بقية القصة.

 

استيقظت "آدامز" فابعدت المتحرش عنها، وانتقل هو الى مقعد آخر على الطائرة عندما رآها تنادي مضيف الطائرة لتخبره بما حدث. إذ طلبت من المضيف إستدعاء الشرطة فور وصول الطائرة لأنها تريد أن تقدم بلاغا على الرجل. 

فقال لها المضيف بأن الرجل يدّعي أن ما حصل هو مجرد حادث. ولكن الصحافية أصرت على تقديم شكوى بإعتبار أنه حقها و أبسط ما يمكنها فعله.

وفعلا وصلت "آدامز" الى المطار لتجد الشرطة في الإنتظار، وهنا حاولت السلطات المصرية أن تشجعها على أن تغير رأيها و تدع ما حصل وتمضي في طريقها. ولكنها أصرّت على تقديم شكوى.

ومن هنا بدأت القصة تأخذ منحى جديد بالنسبة لـ "آدامز" ، التي قالت أنه من الواضح ان السلطات المصرية لا تملك اي خبرة في هذا المجال (شكاوي التحرش). إبتداء من محاولاتهم المستمرة بتشجيعي على عدم تقديم الشكوى ضد الرجل.

ومن ثم طريقتهم في التعامل مع ضحية التحرش. إذ قاموا بوضعها في نفس الغرفة مع المتحرش في وقت الإنتظار (الذي استمر ساعات). وعند كتابة التقرير قاموا بسؤالها عن عنوان سكنها أمامه وهو ما اعتبرته أمرا غريبا جدا، إذ عبرّت "إنه متحرش، لا أريده أن يعرف أين أسكن!".

إذ أن مثل هذه الأمور تعتبر جدا مستهجنة في الدول الأخرى التي لا تعامل التحرش على أنه ظاهرة طبيعية، فوجدت الصحافية الأمريكية نفسها عاجزة عن التصديق بأن الشرطة نفسها هي من تحاول منعها من تقديم شكوى، أو أنها تريد منها إدلاء معلوماتها الشخصية أمام شخص متحرش.

 

ومن الأشياء التي قيلت لها من قبل أفراد الشرطة هل أنت متأكدة أنك تريدين التقدم بشكوى؟، ولكنه إعتذر ، "ولكنه لم يكن عدوانيا"،"هل أنت أمريكية أمريكية"، "عليك أن تحذري المرة القادمة من النوم في الطائرة".

و أيضا قامت الصحافية بتغريد صورة للمتحرش، ثم بعد ذلك قالت أنها بعد الإنتظار لساعات نجحت أخيرا في تقديم الشكوى ضد الرجل و أن السلطات قالت لها أنه سيذهب الى السجن.

 

وأخيرا قالت آدامز أنها تأسف لما تعانيه المرأة المصرية، و أضافت بأن ليس كل رجال مصر سيئين، لكن على التأكيد أن هناك "سٌمعة" أصبحت تلاحقهم متعلقة بالتحرش على مستوى عالمي. 

مشكلة التحرش الجنسي في مصر تعتبر إحدى أبرز المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري، و إستغراب رجال الشرطة من إصرار المرأة الأمريكية على إدلاء شكوى يأتي من تعوّد المجتمع بشكل عام على هذه الأفعال السيئة و الغير طبيعية مما يفسر كيف أنهم وجدوا "آدامز" "تزيد من حجم المشكلة" بدون داع بحسب ما قالوا لها.

ولكن على الأرجح أن كل ما عانته الصحفية الأمريكية هو لا شيء يذكر أمام ما كان سيحصل لو أنها لم تكن تحمل الجنسية الأمريكية .

مثل هذه القصص تثير الوعي حول قضية التحرش كسلوك مريض ولا أخلاقي أخذ مكانه كظاهرة ثابتة بكل أشكاله الجسدية واللفظية والرمزية. وهو اليوم يتكثف كظاهرة مؤذية في الفضاء العام يقابلها حياد جماهيري لحظة الحدث. 

ظاهرة التحرش يجب أن تُدرس ضمن كل أبعادها والحلول التي يجب اتخاذها لفرض الأمن الذي تحتاجه كل امرأة كأي مواطن يحتاج للتنقل والحركة بأمان دون التعرض لأي أذى مهما كان شكله، كما يجب  تشريع قوانين رادعة وقاسية ضد المتحرشين وضد كل عملية ترهب المرأة عن ممارسة نشاطاتها.