أخبار الآن | حماة – سوريا – ( مكسيم الحاج )

 

"لا راحة للشعب بعد اليوم، فإن كنت بكنف الثوار فأنت تحت رحمة الموت في أي وقت، البراميل والصواريخ والقذائف كفيلة بأن تجعل حياتك تتحول إلى جحيم، أما إن كنت في كنف النظام فأنت معرض للإعتقال والإهانة والسلب والنهب وإستباحة حرماتك علاوة عن سحبك للإحتياط جديداً" بهذه الكلمات عبر محمد شاب من مدينة حماة عن حال أهالي سوريا.

وتابع محمد في حديثه لأخبار الآن : إن مدينة حماة تضجّ بشكل كبير في حملة النظام الأخيرة من أجل سحب الشباب المنتهين من الخدمة الإلزامية إلى صفوف الإحتياط في جيش النظام، فأكثر من خمسة آلاف إسم مطلوب للإحتياط من المدينة فقط وغيرهم الكثير من مناطق الريف متسريحين ومتخلفين عن الخدمة العسكرية.

وأفاد مركز حماة الإعلامي في تصريح لأخبار الآن حسب ما وصله من تسريبات من داخل النظام، بأن قوات النظام قامت بتعميم سحب المواطنين السوريين مواليد 1984 وما فوق، مع النظر في أمر الدورات العسكرية وتاريخ تسريحها، وتحدث المركز  في معلومات خاصة مسربّة من النظام عن سحب أكثر من 1500 شاب مدني من مدينة حماة منهم أكثر من 150 شاب من حي جنوب الملعب فقط.

ويقوم النظام بمداهمة الأحياء والمناطق بشكل كامل بعد حصارها ومنع الدخول أو الخروج منها وتفتيش المنازل بحثا عن الشباب من هذا العمر والاعتقال بشكل عشوائي عبر "باصات"، من ثم يقوم بعد ذلك بفرزهم من هو مطلوب للإحتياط أم لا في الشرطة العسكرية والأفرع الأمنية، فمن جاء إسمه للإحتياط تم إعتقاله وسحبه من أجل فرزه إلى منطقته العسكري، ومن لم يطلب تم الإفراج عنه.

كما أن النظام قام بتعميم أوامر للعناصر في حماة بإنشاء حواجز طيّارة من جديد داخل المدينة من أجل تفتيش الميكروباصات والسيارات وحتى المشاة من أجل البحث عن الشباب المطلوبين إحتياطاً وخاصة ضمن مناطق الأسواق في المدينة، كما أن التركيز سيكون على أصحاب الشهادات حسب ما أفادت مصادر.

ويعود هذا الطلب والتشديد في حماة تزامناً مع إفتتاح مكاتب للتطويع في صفوف اللجان الشعبية والدفاع الوطني في عدّة مناطق بحماة مع الإغراء براتب شهري مقداره 25 الف ليرة سورية وسلاح وبطاقة أمنية وخدمة في المدينة التي يتم التطوع فيها، وهذا ما يؤكّد سياسة النظام التي يعمل عليها حيث أنّه يقوم بإجبار الشباب في حماة على طريقين أحلاهما مر، إما التطوع في صفوف الشبيحة في حماة ليبقى في مدينته وبجانب أهله مع مغريات المال والسلطة، او السحب الإجباري للإحتياط إلى جبهات القتال وفي مدن مختلفة، ليقوم النظام بذلك بإجبار الشباب على إختيار التطويع في صفوف شبيحته في حماة للببقاء في مدينتهم وبجانب عائلاتهم تلافياً للسحب الاجباري للإحتياط.

علماً ان حماة تشهد عمليات مداهمات واسعة واعتقالات عشوائية، حيث داهمت قوات النظام حي الشيخ عنبر والمدينة ومناطق الجراجمة وعدّة أحياء أخرى في المدينة بحثاً عن الفاريّن من طلب الإحتياط، في حين انّ النظام لا يقوم بتبليغ الشباب للإحتياط وأنهم مطلوبين للسحب الإحتياطي لكي يضمن عدم فرارهم خارج البلاد جراء التبليغ.