أخبار الآن | الحدود السورية التركية – (مصطفى جمعة)

في ظل حاجة النازحين السوريين على الحدود مع تركيا إلى مصادر للزرق، وتدني دور المنظمات اﻻغاثية، فضلا عن عدم استقرار الليرة السورية امام العملات اﻻجنبية، قام أرباب الحرف من النازحين بنقل ورشاتهم من حيث أتوا  الى مناطق إقامتهم المؤقتة الجديدة، ليوفروا لأسرهم متطلبات الحياة التي اثقلت كاهلهم./ مراسلنا مصطفى جمعة والمزيد من التفاصيل من ريف إدلب.

ليس بالأمر الغريب أن تشاهد ورشات للحدادة أو النجارة, أو أي مهنة أخرى حرفية كانت أم تجارية, إلى جانب المخيمات في منطقة قاح الحدودية مع تركيا, فقد بادر عدد من أرباب المصالح النازحين, بنقل ورش عملهم إلى هنا. ومن أهم ما دفع بهؤلاء, لنقل ورش عملهم من ريفي حماه و إدلب, تدني دور المنظمات المعنية بشؤون اللاجئين في سد حاجة الأسر, وإنعدام الدخل.

يقول أحمد رجب وهو صاحب مغسلة للسيارات: "المساعدات التي تقدمها المنظمات لا تكفي لسد الحاجة لمدة اسبوع من الشهر, ولكي تعيش باقي الشهر يجب أن تعمل لتكفي عائلتك, لتطعم أطفالك لقمة حلال من عرق الجبين, دون أن تنتظر المنظمات والمساعدات".

ومع إزدياد تدفق العوائل إلى هذه المنطقة, بدأ أصحاب رؤوس الأموال بإنشاء منطقة صناعية قوامها ورشات متعددة الإختصاصات, أما عن الصعوبات التي تواجه هؤلاء, تكمن في صعوبة تأمين المواد والبضاعة, والتي غالباً ما يكون مصدرها تركيا.

من جانبه يقول عبد الله جدوع وهو خياط: "نحن نستورد حوائجنا من تركيا, نحن نواجه صعوبة كبيرة في جلب الاسفنج والجلود, وقد تستغرق مدة يومين او ثلاث لكي تصل, و الاهم اننا نبتاعها بالعملة التركية أو الدولار, ولا نستطيع بيعها بالعملة التي ابتعناها بها, نبيعها بالليرة السورية, وغالباً ما نخسر بها, ودائماً تتأخر البضاعة لتصلنا.

ويبقى الأمل بالعودة للديار, حق لا يمكن التنازل عنه, على الرغم من الحرب التي تضرب شتى بقاع سوريا. ويقول أيوب الذي يعمل بائعا للخضار: "أتيت إلى هنا وإفتتحت محل للخضار لكي نعيش, وجل ما نتمناه أن نعود إلى بلادنا بخير وأمان وسلامة".

ويضيف أحمد رجب: "غداً في القريب العاجل سنعود إلى بلادنا, سنعود حتى لو حولوها إلى أطلال, سنعيش تحت الشجر وبالعراء, لكننا عائدون".

ومع طول مدة الحرب, يجد أرباب المصالح بنقل حرفهم حلاً ناجعاً للقضاء على هموم الحياة التي تهافتت عليهم من كل حدب وصوب. النزوح والحاجة والملل أسباب تجمعت ودفعت بهؤلاء لنقل ورش عملهم من مناطقهم الأصلية إلى مناطق الحدود, لعل وعسى أن تتوازى كفتا الدخل والحاجة على ميزان الحياة القاسية.