أخبار الآن | نواكشوط – موريتانيا – (آسية عبد الرحمن)

رفض المفتي السابق لتنظيم القاعدة أبو حفص الموريتاني ماتسمى "بالخلافة" التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش ، وهو مؤشر على الاختلاف الفكري والسياسي والسلوكي بين تنظيمي القاعدة وداعش .. جاء حديث أبو حفص خلال لقاء حصري أجرته الزميلة آسية عبد الرحمن في موريتانيا .

قال أبو حفص الموريتاني ، المفتي السابق لتنظيم القاعدة : "كنا في افغانستان يومها ، في بيشاور بالذات ، برت مجموعة من الشباب واختاروا لهم خليفة وأوجبوا السمع له والطاعة وبايعوه وقاتلوا الناس على ذلك ، وأزهقت أرواح وأريقت دماء وحصلت مفاسد ، وفي النهاية تلاشت تلك الخلافة ولجأ الخليفة إلى بريطانيا فأخذ لجوءا  سياسيا منها .

كذلك فيما أظن والعلم عند الله تعالى ، أن الخلافة التي أعلن عنها تنظيم داعش ، هي خلافة لم تستكمل الشروط ولم تتوفر لها المقومات اللازمة ، وبالتالي فهي لا تعتبر الخلافة الإسلامية التي يتطلع إليها المسلمون جميعا ، ويتمنون أن تعود وأن تقوم حتى يجتمع شمل الامة ، ويجد المسلمون من يتولى أمورهم وتتوحد من خلاله كلمتهم"

أبو حفص: تنظيما القاعدة وداعش يختلفان في الأمور الفكرية والسياسية والسلوكية

لعل كثيرين يرون أن داعش والقاعدة وجهان لعملة واحدة، ولكن مع تدقيق البحث، وُجدت اختلافات ما بين رؤية التنظيمين في الأمور الفكرية والسياسية والسلوكية، هذا ما أفصح عنه المفتي السابق للقاعدة أبو حفص الموريتاني في مقابلة حصرية مع أخبار الآن.

قال المفتي السابق لتنظيم القاعدة أبو حفص الموريتاني : "هذا الأمر كان متوقعا، لان العارف بباطن الأمور يدرك أن انتماء داعش إلى القاعدة هو انتماء أملته ظروفا مؤقتة".

"وكانت هنالك أمور كثيرة تقتضي أن لا تكون، جماعتان مختلفتان في أمور فكرية كثيرة، وأمور سياسية، وأمور سلوكية وتنظيمية متعددة جد ، لو كانت الظروف طبيعية كانت تحول دون انضمامهما لبعضهما".

"ولكن ظروف غزو العراق من قبل القوات الأمريكية ، أوجد قاسما مشتركا بين الجماعتين، كما قلت جماعة الدولة، تعود أصولها إلى جماعة التوحيد والجهاد، وهذه الجماعة تقوم أصلا على أساس مقاتلة الأنظمة الحاكمة . 

 بينما كانت سياسة القاعدة تقوم على مقاتلة العدو الخارجي والذي كانت تمثله أمريكا واسرائيل من وجهة نظرها، جماعة التوحيد والجهاد كانت تكفر الشيعة بالجملة، تنظيم القاعدة ماكان يكفره بالجملة، جماعة التوحيد والجهاد كانت بناء على تكفيرها للشيعة تستهدف الأسواق والميادين العامة والمساجد وتقتل منهم من تقتل".