أخبار الآن | ريف حلب – سوريا ( ثائر الشمالي )

 

بات الجميع يعرف طرق تنظيم داعش في استقطاب الفتيات للزواج ومن ثم تجنيدهن في صفوفه من خلال الإغراء بالمال أو التهديد المباشر والغير مباشر، حيث أصبح عناصر التنظيم مصدر رعب لكثير من الفتيات القاطنات في المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم.

ولا يختلف الأمر في مدينة الباب في ريف حلب عن مناطق نفوذ داعش الأخرى، فمنذ سيطرة التنظيم على المدينة قبل حوالي عام. بدأ عناصر التنظيم بطلب الزواج من فتيات عبر إفتتاح مكاتب للتزويج مهمتها التنسيق بين الداعشي وعروسته.

ومؤخرا بدأ التنظيم يتبع أسلوبا جديدا ومبتكرا لإنتقاء عروسته، حيث تفاجأت الطالبات في مدينة الباب بعد إنصرافهن من مدرستهن بوقوف عناصر من التنظيم أمام المدرسة يحدقون بالفتيات وينظرن إلى أجسادهن.
ويختار كل منهم الفتاة التي نالت إعجابه، ومن ثم يبدأ برحلة السير خلفها حتى وصولها لمنزلها والتعرف عليه،
وأحيانا يصطحب معه زوجته الأولى أو إحدى النساء المجندات لفحص الفتاة بشكل أدق، وبعد ذلك يطلب من والدها الزواج، وإن رفض هنا تبدا المرحلة الثانية "إتهام الأب بالوقوف بوجه تنظيمهم والردة عن الإسلام" أو ربما إعتقال أحد أقاربها والتضييق على العائلة بأكملها كونها رفضت الزواج منهم .

هذه الظاهرة التي بدأت ترعب الفتيات القاصرات وتشكل عائقا كبيرا أمامهن، وخاصة أنهن مضطرات للذهاب إلى المدرسة كي يكملن دراستهن.

إلتقينا أم تحسين أثناء عبورها من سوريا إلى تركيا عبر معبر باب السلامة، وحدثتنا أنها قادمة من مدينة الباب وقررت الرحيل من المدينة خوفا على إبنتها الصغيرة والوحيدة البالغة من العمر 12 سنة، حيث لاحقها أكثر من مرة أحد عناصر التنظيم وطرق باب المنزل بعد وصولها وقال لوالدها "أريد نكاحا" ويعني بذلك أنه يريد الزواج من إبنته.

وأضافت أن إبنتها صغيرة وهي لا تفكر أصلا بالزواج، وخاصة من هؤلاء الذين تخلوا قلوبهم من الرحمة والتي باتت قصص التنكيل بنسائهم الكل يعرفها ويعلمها، فمنهم من أرسلها لتفجر نفسها وآخرون من تركها ورحل، والكثير من القصص الأخرى التي لم نسمع بها بعد.