أخبار الآن | الحدود السورية التركية – (مصطفى جمعة )

تتعرض مخيمات النازحين السوريين على الحدود مع تركيا لعواصف مصحوبة بأمطار غزيرة تسببت بغرق كثير من الخيم. هذا الحال ينبؤ بشتاء قاس سيمر على السوريين في ظل افتقار المخيمات إلى البنى الاساسية والخدمة. مراسلنا مصطفى جمعة اطلع على اوضاع احد المخيمات في سوريا ووافانا بالتقرير التالي. 

للمرة الثانية خلال شهر تجتاح عاصفة هوائية مخيمات النازحين السوريين على الحدود مع تركيا، هنا في هذا المخيم، تقوم الجرافات بفتح قنوات لسحب مياه الأمطار التي تغلغلت بين الخيام. وبينما يحاول البعض العبور إلى الضفة المقابلة في الطريق، يستهل هذا الرجل الفرصة لشرح ما جرى.

يقول أبو محمد وهو نازح سوري: "العاصفة التي ضربت مخيمنا يوم أمس, دخلت المياه للخيام، وحالات إصابة ومن ظن نفسه أن وضعه أفضل وسقف بالتوتياء، وقعت عليه تلك الألواح فوقع جرحى وهاهم في مشفى الأورينت وغيره".

وفي هذا المخيم الذي يأوي أرامل و أطفال تسببت العاصفة بخلع ألواح التوتياء التي تغطي سقف هذه الغرف فعاشت هذه العوائل يوماً صعباً بعد أن أغرقت مياه الأمطار أثاثهم و ثيابهم.

وتقول أم صدام مديرة مخيم التقوى: "أتت العاصفة فطارت ألواح التوتياء وكل الناس كانوا بالغرف وعندما بدأت العاصفة، بدأن النساء بالصراخ, فوقع أربعة جرحى بالركام, وجميع العوائل خرجت من المخيم, ولم يبقى لديهم أي من أثاثهم لا إسفنج ولا فراش ولا أغطية".

وكانت العاصفة قد خلفت مستنقعات مائية كبيرة، حيث يصعب الدخول أو الخروج من المخيمات بالنسبة للمشاة. ومع تكرار هذه العاصفة، بدأت الحكومة السورية المؤقتة بفرش الحصى في المخيمات التي غرقت مؤخراً حل قد يحد من هذه المعاناة ولكنه لن ينهيها بشكل كامل فهنالك ما هو أهم من فرش الحصى كشبكات الصرف الصحي مثلاً.

وشملت حملة فرش الحصى الشوارع الرئيسة والمفارق المؤدية إلى مداخل المخيمات، فضلاً عن تخصيص كمية لا بأس بها من الحصى، لوضعها على أطراف الخيام التي تعرضت للغرق، لكن ما يراه النازحون ضرورياً لإنهاء معاناتهم لم يتحقق.

من جانبه يقول علي وهو متضرر من العاصفة: "لقد غرقنا بماء الأمطار أنا أخوتي ونسائي وأطفالي وأتوا الآن ليفرشوا الطريق بالحصى، نحن بحاجة لصرف صحي قبل فرش الحصى". ويضيف فيصل النازح من الغاب: "لم نستفيد من فرش الحصى الكثير، فغداً ستمطر وسنغرق من جديد، نحن باجة لصرف صحي, وإلى تواليت".

ومع غياب دور المنظمات في بعض الجوانب الخدمية، والذي قد يكون عجزاً بسبب تضخم عدد المخيمات، يعتبر النازحون أن المأساة تستفحل بهم, وعلى مرأى الجميع.