أخبار الآن | دمشق – سوريا – (براء البوشي)

احتجزت قوات الأسد يوم الجمعة الفائت بتاريخ 22-11-2014 عشرات العائلات في حاجز صالة "ماريا" على طريق زبدين – المليحة أثناء خروجهم من الغوطة الشرقية إلى العاصمة دمشق هربا من الحصار، قبل ساعات من تمكن عدة عائلات اخرى من الوصول إلى العاصمة، بينما قتلت السيدة "زينب الخطيب" وأصيب آخرون بينهم طفل بجروح خطيرة أثناء محاولتهم الخروج.

وتكررت عمليات القنص من قبل قوات الأسد المحاصرة للغوطة الشرقية يوم الأحد 24-11-2014 أثناء محاولة بعض الأهالي الخروج إلى العاصمة دمشق من الطريق ذاته، ما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى بين المدنيين فحال ذلك دون خروج أية عائلة.

ويتحدث ناشطون ميدانيون من جنوب دمشق أن أحداث الغوطة الشرقية المتسارعة بعد إطباق الحصار عليها باغلاق حاجز مخيم الوافدين منذ فترة تعيد إلى أذهان أهالي جنوب دمشق الصور والذكريات الأليمة التي عايشوها منذ حوالي السنة، بعد أن اشتد الحصار من قبل قوات الأسد وشاعت حالات الوفاة جوعا ومرضا، ما اضطرهم للبحث عن سبيل للخروج هربا من الحصار، لتتصيدهم قناصات وحواجز قوات الأسد والميليشيات الشيعية الطائفية ك "لواء أبو الفضل العباس" فيؤول حالهم بين قتيل وجريح ومعتقل، حيث سجل حصول العديد من المجازر كان أقساها مجزرتي بيت سحم ويلدا المشهورة "بحادثة علي الوحش" .
 

عشرات الضحايا بنيران قوات النظام لعائلات حاولت الخروج من بيت سحم قبل سنة

يحكي الناشط الإعلامي في تنسيقية بيت سحم أبو حسن الغوطاني لأخبار الآن تفاصيل مجزرة بيت سحم، حيث قتلت قوات النظام والميليشيات الشيعية الطائفية المساندة له بنيران القناصات والرشاشات يوم 18-12-2013 "أكثر من 52 شهيدا تم دفنهم في البلدة عدا عن الشهداء الذين سحبت جثثهم قوات النظام ودفنتهم خارج البلدة، وجرحت أكثر من 30 شخصا، واعتقلت 5 أشخاص "وذلك عندما حاولت مئات العائلات من المدنيين المحاصرين في جنوب دمشق الخروج من طريق بيت سحم والتوجه إلى طريق مطار دمشق الدولي الذي يبعد حوالي 400 متر عن خطوط التماس بين الجيش الحر وقوات النظام في محاولة للوصول إلى العاصمة هربا من الحصار.

مئات المعتقلين في حادثة "علي الوحش" المأساوية في يلدا؟!

ويصف الناشط الإعلامي من تنسيقية بلدة يلدا وتجمع ربيع ثورة أحمد أبو فاروق حادثة "علي الوحش" بالمأساوية والشنيعة، ويشرح قائلا: "بعد أن سرت أنباء قبل الحادثة بأيام عن فتح حاجز علي الوحش الفاصل بين بلدة يلدا وحجيرة المحتلة من قبل ميليشيات حزب الله ولواء أبو الفضل العباس أمام الأهالي للخروج من المنطقة المحاصرة، فتحت تلك الميليشيات الحاجز أمام الناس بتاريخ 2014/05/01 فتدفق المئات من الرجال والنساء والأطفال والعجز للعبور منه إلى العاصمة دمشق مرورا بمنطقة السيدة زينب، وعندما تجاوزوا الحاجز وقعوا في مصيدة، حيث اعتقلت تلك الميليشيات كل الرجال والبالغ عددهم حوالي 1500 رجلا، واعتدت بالضرب والشتائم على النساء والأطفال وأرغمتهم على الرجوع إلى داخل الحصار تحت تهديد الاعتقال ".

ويذكر شهود عيان من النساء تم توثيق شهاداتهن بتسجيلات مصورة بثتها التنسيقية أن "ميليشيا حزب الله ولواء أبو الفضل العباس أعدمت العشرات من المعتقلين حيث تم سماع أصوات اطلاق نار بعيد اعتقالهم مباشرة في دليل على تصفيتهم"، ويشير مصدر مطلع في البلدة إلى أن كل محاولات الوصول لأي معلومة حول مصير هؤلاء المعتقلين باءت بالفشل، فيما تسعى لجان المفاوضات للضغط على النظام بشكل مستمر للكشف عن مصيرهم.
 

تكرار سيناريو أم طبخة جديدة؟!

ويشير مراقبون للوضع الميداني وتطور الأحداث في الغوطة الشرقية أن النظام يعيد سيناريو جنوب دمشق في الغوطة المحاصرة "، فمن إغلاق للحاجز الوحيد – حاجز مخيم الوافدين – الفاصل عن العاصمة دمشق، إلى الإشاعة بفتح ممر إنساني هنا أو هناك كما حصل في زبدين – المليحة، إلى إخراج بعض العائلات من حاجز مخيم الوافدين بعد تسوية أوضاعهم عبر ما تسمى بلجان المصالحة الوطنية، وهذا تماما ما حصل قبل سنة في جنوب دمشق والذي اضطرت بعض بلداته أخيرا لتوقيع اتفاقية هدنة لإنهاء الحصار وإدخال المواد الغذائية ".

وفي الوقت الذي تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية، خصوصا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية أضعافا مضاعفة عن سعرها الطبيعي، هل يكون مصير الغوطة الشرقية مماثلا لمصير جنوب دمشق الذي وقعت خمس بلدات منه على اتفاقية هدن أو ما يسميه إعلام النظام بالمصالحة الوطنية؟!، هذا ما يعتقده الكثيرون من أهالي جنوب دمشق والذين يراقبون عن كثب مآلات الأمور في الغوطة الشرقية بكل تخوف من تكرار مجزرتي بيت سحم وعلي الوحش القاسيتين.