أخبار الآن | الموصل- العراق – (صحف)

تعيش مدينة الموصل التي تخضع منذ يونيو (حزيران) الماضي لسيطرة تنظيم داعش، في عزلة تامة عن العالم بعد أن قطع التنظيم المتشدد أول من أمس شبكات الاتصال للهواتف الجوالة وحُرمت الأهالي استخدام هذه الشبكات وخدمات الإنترنت وكل شبكات التواصل الاجتماعي، حسبما أكد فاروق مصطفى مالك شركة «آسيا سيل» التي تعد أكبر شبكات خدمات الاتصالات في العراق.

وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، أمس، بأن تنظيم داعش تبنى عملية قطع شبكات الهواتف الجوالة في الموصل، مشيرا إلى أن التنظيم أكد أنه لن يسمح بإعادتها مجددا إلى المدينة. 

وقال المصدر في تصريحات صحافية أمس، إن «تنظيم داعش أكد عبر (إذاعة الزهور) التي يتخذها منبرا لبث خطب زعيمه أبو بكر البغدادي وإعلان تعليماته في الموصل، أنه قطع شبكات الاتصال في مدينة الموصل». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «التنظيم أكد أنه لن يسمح بإعادة تلك الشبكات إلى المدينة»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس.

وقال مصطفى لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقر شركته بمدينة السليمانية أمس: «لقد فوجئنا (أول من) أمس بانقطاع شبكات الاتصالات الخاصة بشركتنا في مدينة الموصل، وعرفنا أن (داعش) قام بقطع جميع الشبكات»، مشيرا إلى أن «هناك 3 شبكات لاتصالات في الموصل في مقدمتها (آسيا سيل)، حيث لنا أكثر من 75 في المائة من مجموع المشتركين في الهواتف الجوالة (الموبايل)، إلى جانب شركة (كورك) التي مقرها في أربيل، وشركة (زين العراق) التي مقرها ببغداد».

وأضاف مالك شركة «آسيا سيل» قائلا: «الموصل منذ (أول من) أمس منقطعة ومعزولة عن العالم، وبالتأكيد داعش لم يستشر أحدا أو يطلب من أحد أو يبلغ أي شركة بأنه سيقطع الاتصالات، ولم يتصل بنا أي طرف أو وسيط من قبلهم، وهم ليسوا بحاجة لأن يأخذوا ترخيصا من أحد.

وأضاف مصطفى قائلا: «من المعروف أنه لا توجد في العراق أو في الموصل، في الأقل، خدمات اتصالات هواتف أرضية، وتبقى الخدمة الهاتفية لبعض الأهالي هناك هي هواتف ثريا التي تتصل بواسطة الأقمار الصناعية، وهي خدمة محدودة للغاية ولا تتوفر بشكل واسع في الموصل، ومن حسناتها أن داعش أو غير داعش لا تتمكن من اكتشاف من يستخدمها».

وكشف مصطفى عن وجود «شبكة اتصالات داعشية فيما بين أعضاء التنظيم، وهي شبكة متواضعة وخدماتها رديئة، وليس بإمكان أهالي الموصل استخدامها»، مبررا قيام داعش بقطع شبكات الاتصالات بأنه «قد يكون لأسباب أمنية». 

وفيما إذا كانوا سيتفاوضون مع داعش إن دعت الحالة لإعادة الاتصالات، قال فاروق مصطفى: «لن نتفاوض معهم، وسننظر إلى أين تصل الأمور، وقد نجد حلولا بديلة من أجل مساعدة أهلنا بالموصل».

وكان مصدر محلي في الموصل قد كشف، أول من أمس، عن قيام عناصر داعش بقطع شبكات الهواتف الجوالة بجميع مناطق مدينة الموصل، فيما أشار إلى وجود معلومات تفيد بوجد زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في المدينة.