أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (رويترز)

هذا وتنطلق مساء اليوم عملية الاقتراع في الخارج للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية للاختيار من بين المرشحين الرئاسيين، رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي والرئيس المؤقت محمد منصف المرزوقي.

كما صرحت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن بدء دورة ثانية للانتخابات الرئاسية يوم الأحد المقبل بين الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" المعارض للإسلاميين والفائز بالانتخابات التشريعية الاخيرة.

تبدأ الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الأحد المقبل بين الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" المعارض للإسلاميين والفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة.

وكان قائد السبسي (88 عاما) والمرزوقي (69 عاما) حصلا على التوالي على نسبة (39,46%) و(33,43%) من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي أجريت يوم 23 نوفمبر الماضي.

وبحسب القانون الانتخابي التونسي, في حال عدم حصول أي من المتنافسين في الدورة الأولى على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين (50 بالمئة زائد واحد), تجرى دورة ثانية بين المتنافسين الحائزين على أعلى نسبة من الأصوات في الدورة الأولى.

ووفق القانون نفسه يتمّ إعلان فوز المرشح الأكبر سنا في حال حصل المتنافسان على نسبة أصوات متساوية خلال الدورة الثانية. ومن المفترض أن تعلن "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" عن نتائج الدورة الثانية في الفترة ما بين 22 و24 ديسمبر.

ويتولى محمد المنصف المرزوقي رئاسة تونس منذ نهاية 2011. وكان "المجلس الوطني التأسيسي" المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر 2011 التي فازت فيها حركة النهضة الإسلامية , انتخب المرزوقي رئيسا مؤقتا للبلاد.

ولم تقدم حركة النهضة التي حكمت تونس منذ نهاية 2011 وحتى مطلع 2014 وحلت الثانية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 اكتوبر الماضي, مرشحا للانتخابات الرئاسية. وأعلنت الحركة في بيان أصدرته يوم 13 ديسمبر أنه "ليس للحركة مرشح" وأنها "تفوّض أنصارها وناخبيها أن يختاروا من يرونه الأصلح لرئاسة تونس".

لكن خصوم الحركة وفي مقدمتهم حزب "نداء تونس" يعتبرون أنها تدعم بشكل غير معلن ترشح محمد المنصف المرزوقي. وقد دعت قيادات محسوبة على الجناح المتشدد في حركة النهضة مثل الحبيب اللوز والصادق شورو, صراحة, إلى انتخاب المرزوقي.

في المقابل أعلنت عدة أحزاب وشخصيات سياسية تونسية دعم ترشح الباجي قائد السبسي. وبدأت الحملة الانتخابية للدور الثاني, في التاسع من ديسمبر الحالي على أن تتواصل حتى منتصف ليل الـ 19 من الشهر نفسه. وجرت الحملة في أجواء هادئة. وقد تميّز خطاب قائد السبسي والمرزوقي – خلال الحملة – بتبادل الاتهامات.

ويقدم المرزوقي, نفسه كضمانة للحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة, ولعدم انحراف البلاد نحو الاستبداد الذي كان سائدا في عهد الرئيس المخلوع بن علي.

ويعتبر المرزوقي أن قائد السبسي وحزب نداء تونس الذي يضم يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي, يمثلان خطرا على الثورة لأنهما امتداد لمنظومة الحكم السابقة في تونس.

وكان قائد السبسي تولى حقائب وزارية مهمة كالداخلية والخارجية في عهد الرئيس الراحل بورقيبة. كما تولى بين 1990 و1991 رئاسة البرلمان في عهد بن علي. وركز قائد السبسي حملته الانتخابية على إعادة هيبة الدولة ومكافحة الإرهاب الذي حصد منذ 2011 أرواح عشرات من عناصر الأمن والجيش. واتهم قائد السبسي منافسه بأنه متطرف وخطير.

وقال في مقابلة مع تلفزيون "الحوار التونسي" الخاص "عندي هاجس أن لا يعترف (المرزوقي) بنتائج الانتخابات". ووجهت الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات العامة تنبيها إلى المرزوقي بعدما قال في إحدى خطبه "بدون تزوير لن ينجحوا" في إشارة إلى قائد السبسي.

وهذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخ تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وطوال أكثر من نصف قرن, رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة (1987-1956) وزين العابدين بن علي (2011-1987) ويفترض أن تنهي الانتخابات الرئاسية الفترة الانتقالية التي تعيشها تونس منذ الإطاحة ببن علي.

وفي 2013 شهدت البلاد أزمة سياسية حادة إثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية, وقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة في هجمات نسبتها السلطات إلى متطرفين. ولإخراج البلاد من الأزمة السياسية, اضطرت حركة النهضة إلى التخلي عن السلطة مطلع 2014 لحكومة غير حزبية تقود تونس حتى إجراء الانتخابات العامة.