أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (محمد الجزائري)

بعد اندلاع الثورة السورية، كسر السوريون حاجز الخوف والحصار المفروض عليهم من قبل أجهزة أمن النظام. أكثر من ثلاثة أعوام ونيف، فتحت على السوريين أبواباً كثيرة، تعلموا خلالها كيف يكسرون حواجز الصمت والذل والجهل الذي فرضه نظام بشار الأسد عبر أفرع حزبه وأجهزة استخباراته.

بعد حصار الغوطة منذ ما يقارب العامين، يحاول النظام تركيع الشعب المطالب بالحرية والكرامة, من خلال الحصار، الأمر الذي يراه أهل الغوطة حصار جوع لا غير، ما دام أنه لم يستطع إغلاق المجال أمامهم لدخول العالم الافتراضي والتواصل مع العالم من خلال الشبكة العنكبوتية.

يقول صاحب أحد مقاهي الانترنت في الغوطة المحاصرة لـ"أخبار الآن": "بدأت الناس بالتعلم على الانترنت والذي كان معظم الشعب السوري ولا سيما أهالي الغوطة الشرقية بعيدين كل البعد عنه، بسبب تضييق النظام وإهمال الريف وعدم السماح بإعطاء بوابات الانترنت للمنازل إلا بكميات محدودة".

ويضيف: "ومع انقطاع خدمات الانترنت والاتصالات والكهرباء في الغوطة منذ أكثر من عامين، بدأت تظهر مقاهي الانترنت التي تقوم بتأمين خدمة الانترنت للزبائن عن طريق النت الفضائي، وتأمين الكهرباء لاستخدام اللاب توب، وذلك لضرورة الانترنت عند أهالي الغوطة، فمن التواصل مع الأهل في الخارج إلى نقل ما يجري في مدن وبلدات الغوطة للعالم أجمع".

وأشار أبو محمد، وهو بائع أغراض منزلية، أنه لم يكن يستخدم الانترنت قبل الثورة، ولم يكن مهتماً لمثل هذه الأمور، ولكن في ظل الحصار وخروج أقاربه وأصدقائه إلى خارج البلد، وفي ظل انقطاع الاتصالات كان لا بد من التعلم والتواصل معهم عن طريق الفيس بوك أو السكايب، مرجعاً ذلك إلى انقطاع الاتصالات الخلوية في الغوطة التي وإن وجدت فهي مكلفة.

نشطاء الغوطة في المجال الإعلامي، استفادوا من الشبكة العنكبوتية من خلال نقل مأساة الأهالي وخاصة خلال الأسبوع الماضي، بعد إطلاق نشطاء الفعاليات المدنية حملة عالمية بعنوان "الغوطة يوميات موت" لكسر أبواب السجن الكبير وتذكير العالم بالحصار الخانق الذي يفرضه نظام الأسد وميليشيات إيران الطائفية على ما يقارب مليون مدني منذ عامين، وفي محاولة للفت أنظار العالم لما يعانيه الأهالي من مآسٍ يندى لها جبين الإنسانية خجلاً، وللضغط على النظام لفتح ممرات إنسانية آمنة إلى مدن، وبلدات الغوطة الشرقية.

نقل الصورة من قلب الحصار قدر الإمكان للعالم، من خلال تصوير مقاطع الفيديو ونشرها، والصور الثابتة، والمقالات التي تتحدث عن تفاصيل الحياة الصعبة داخل الغوطة الشرقية من خلال الانترنت هي الوسيلة الوحيدة التي تربط الغوطة بالعالم الخارجي, يقول الناشط الإعلامي محمد أبو كمال أنه كان يستخدم الانترنت قبل الثورة للتواصل مع الأصدقاء أما بعد بدأ الثورة تغير استخدامه للإنترنت، فهو يحاول نقل معاناة المدنيين للعالم الخارجي، ويضيف: "ثورتنا ليست ثورة بندقية بقدر ما هي ثورة فكر وحرية وعدالة وكرامة، وبالرغم من الحصار الخانق كان لابدّ للناس أن تنفتح وتتعلم بعيداً عن الجهل الذي كنا نعيشه تحت ظل حكم الأسدين".