أخبار الآن | حماه – سوريا – (مكسيم الحاج)

يتبع نظام الأسد في مدينة حماة أسلوبًا جديدًا ضد المدنيين، بعدما نصب داخل أحياء المدينة أكثر من مئتين وأربعين حاجزًا بغية ترويع أهلها.

سياسة جديدة اعتمدها النظام للنيل من الأهالي بهدف إجبارهم على مغادرة المدينة، عبر خطف المدنيين، وابتزاز أهلهم ماديًا مقابل الإفراج عن المختطفين.

ولم يستثنِ شبيحة النظام استخدام النساء والأطفال وسيلة للحصول على المال، حيث ازدادت ظاهرة الخطف أكثر فأكثر في الشهر الجاري في مدينة حماة لتصبح قلقًا كبيرًا يعيشه أهالي المدينة في كل يوم.

وفي تقرير خاص لـ"أخبار الآن"، أفاد مركز حماة الإعلامي بأن شبيحة النظام في مدينة حماة قاموا بأكثر من خمس عمليات خطف خلال هذا الأسبوع فقط، حيث أن شبيحة النظام اعتمدوا سياسة خطف الفتيات دون سن الثلاثين والأطفال ممن هم دون سن الثانية عشرة كوسيلة أساسية لابتزاز الأهالي في حماة، إضافة لخطف أصحاب رؤوس الأموال وأبنائهم.

وفي معلومات خاصّة حصلت عليها أخبار الآن، أكدت مصادر ميدانية بأن من يدير حالات الخطف في محافظة حماة وتلك العصابات هو "علي الشلّي" المعروف بـ "أبو حسن"، قائد أكبر ميليشا وعصابة للخطف والقتل في حماة وريفها الغربي، وعلمت "أخبار الآن" بأن مكان إقامته هو داخل مطار حماة العسكري، وعصابته وشبيحته هم من يقومون بإدارة عمليات الخطف والتفاوض دون رادع، لسلطته النافذة في أنحاء المحافظة بحماة.

وقالت الناشطة المدانية في حماه روز المحمد لأخبار الآن: "إن حالات الخطف باتت في حماة الشغل الشاغل للأهالي، وحديثهم الدائم، وذلك نظراً لكثرة حالات الخطف وعلى علم النظام وتحت تدبيره دون أدنى شك، فمنذ عدّة أيام تم خطف شاب يبلغ من العمر ستة عشر عاماً من حي بستان السعادة في حماة، وقبله شاب آخر من حي الكرامة في العمر ذاته، وتم مفاوضة عائلته مقابل ستين مليون ليرة سورية من دون أي مجال للتفاوض أو التهديد بقتله.

وتابعت روز بأن حالات الخطف لم تقتصر في هذا الأسبوع على الشباب اليافعين فقط، بل وصل الحد إلى الرجال، حيث سجّل خطف رجل مع زوجته على طريق حماة – السقيلبية، عندما خرجت عصابة مسلحة أمامهم على الطريق وأنزلوا الرجل من الحافلة قبل حاجز النظام بعدّة أمتار وعلى مرأى من أعين عناصر الحاجز، وتم قتل الرجل مباشرةً، وقام الخاطفون بعدها بمفاوضة أهل القتيل على جثته، وقاموا بطلب نصف مليون ليرة سورية مقابل تسليم جثة الرجل إلى ذويه، وهو طبيب بيطري في الستينيات من عمره كان في طريقه ليوصل زوجته إلى مطار اللاذفية.

معظم عمليات الخطف، كانت في وضح النهار وأمام حواجز النظام، دون أن يحرّك أحد ساكناً أو يجرأ على إيقافهم، وهذا ما يدل على أن عمليات الخطف هي تحت علم النظام وقياداته الأمنية في حماة وبموافقتهم جميعاً.

وفي حديث لأخبار الآن مع زيد رئيس تحرير صحيفة حماة اليوم- قال إن قوات النظام وشبيحته المدعومين من القيادات الأمنية في حماة عادت بشكل كبير لسياسة الخطف وخاصّة للأطفال في مدينة حماة، بعد هدوء نسبي ساد المدينة لعدّة أسابيع من ذلك الأمر، مضيفاً أن النظام وشبيحته المنتشرين في أرجاء المدينة يعملون ذلك للحصول على أكبر قدر من المال من أهالي المخطوفين، وغالباً ما تكون فدية المخطوف أكثر من عشرة ملايين ليرة، وهو مبلغ كبير جداً، ومن المستحيل أن يمتلكه ألاهالي في مدينة حماة.