أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ريتا اسحاق)

بعدَ وصولِ أبي حمزة إلى سوريا ضمن دفعةِ مجندي داعش الجددِ، وتوزيعِهم على جبهاتِ القتال، يشرحُ لنا أبو حمزة المنشقُ عن التنظيم، كيف أن حياتَه أصبحت قتالاً مستمرًا في النهار والليل ، وأن القتلَ من دون تمييز ٍ بين مقاتلٍ و مدني.  وهذا تحديدًا ما جعلَ أبا حمزة كما يقول، تائهًا لا يعرفُ ماذا يفعلُ، خاصةً أن داعش، لا يدعُ للمنتسبين إليه أيَ فرصةٍ للتفكير. 

أبو حمزة: "هناك شعرت بأنني لا أفهم القصة التي جئت من أجلها ، أو لماذا ذهبت ، هناك لا نملك الحق في السؤال عن سبب وجودنا في تلك المنطقة ، وماذا نفعل ، تأتي إليك أوامر لتنفذ فقط . خرجنا في معارك كثيرة نهارًا وليلا ، ونحن لا نفهم شيئا .
أما الشيء الذي استغربته هو أنهم لا يفرقون بين من هو معهم ومن هو  ضدهم ، الأوامر تقول اقتل". 
 
السرقةُ والإستيلاءُ على أرزاق الناس ، كانا الوسيلةَ الرئيسةَ لتوفير الطعامِ وما يحتاجُ  إليه مسلحو داعش، كما أخبرنا أبو حمزة . بأي طريقة وفِّروا ما تحتاجون إليه ، هذه كانت أوامرَ قادةِ داعش لمسلحي التنظيمِ .

أبو حمزة "نقضي يومنا في القتال ، ولا شيء سوى القتال والغنائم ، ليس لدينا موارد أخرى ،  ما نلتقطه نأكله ، فمثلا نخرج صباحًا في مهمة في إحدى المناطق ، وسواء تراجعنا أم نجحنا يذهب اثنان أو ثلاثة من المقاتلين ليأتوا بالطعام بأي طريقة ، إما عن طريق دهم بعض البيوت أو قطيع أغنام ، فنذبح ونشوي في تلك المنطقة، ليس معنا من يطبخ لنا ، فنحن نطبخ بأنفسنا لأننا لسنا مستقرين في منطقة معينة".  
 
إذا كان ما ينهبُه مسلحُ داعش بسيطًا ورخيصًا ، يحقُ له أن يحتفظَ به، أما إذا كان ثمينًا فعليه أن يعطيَه لقائدِه ليتصرفَ به . نظامٌ يسيرُ عليها كلُّ أفرادِ التنظيم كما يقولُ لنا أبو حمزة.
 
أبو حمزة: "عندما نقتحم بيتًا يكون الطعام والملابس لنا ، أما الذهب والأموال فهي للقائد ، فالأشياء القيمة يأخذها القائد لكي نشتري بها سلاحا وذخائر ، والقادة يستطيعون التصرف بهذه الأموال".

قتلٌ، سرقةٌ وسلبٌ، تعليماتٌ تُغرسُ في نفوس مجندي داعش الجددِ منذ لحظةِ إنتسابِهم للتنظيم. هذا جزءٌ يسيرٌ مما حدَّثنا عنه أبو حمزة التونسيُّ المنشقُ عن التنظيم.

في التقرير الثالثِ من "داعش.. كشفُ المستور"، يتحدثُ أبو حمزة عن ممارسات التنظيمِ بحق النساء، وكيف قتلَ زوجتَه العراقية خشيةَ أن تُفشيَ بعضًا من أسراره.

باحث بالتيارات المتشددة: أساليب داعش بالمُداهمة والقتل لإخضاع الخصوم وبث الرعب بإستمرار
 

 

المزيد من سلسلة تقارير "داعش.. كشف المستور" تجدونها على الرابط هنا
 

منشق تونسي عن داعش: التنظيم يعتمد على السرقة لتوفير إحتياجاته وما كان ثميناً يأخذه القادة