أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ريتا إسحاق) 

بقايا إنسان، هذه خلاصةُ هذا الشابِ الذي قابلته أخبارُ الآن في تونس، فهو حطامٌ يحاولُ أن يلملمَ نفسَه، علَّه يعودُ مرةً أخرى ليعيشَ حياةً طبيعيةً بعد أن قاتلَ وقَتَلَ وفهِمَ حقيقةَ إرهابِ داعش ..

أبو حمزة: "الذي آلمني أننا لم يكن لدينا في سوريا قضيةٌ نحاربُ من أجلها ، ولا نعلمُ أسبابَ ذلك ، من كنا نعذبهم ونقتلهم مظلومون".

اكتشفَ حقيقةَ داعش الإرهابيِّ ولو متأخرًا فهو يخافُ إرهابَهم والهربُ كان الحلَّ على الرَّغم من خطورته .

أبو حمزة: "أكثر موقف آلمني عندما كنت في داعش هو قتل  مئة وثمانية وعشرين شخصًا ، وهم مسلمون يقولون  لا اله إلا الله ، يقتلونهم ويحرقونهم ، تلك الصورة لا تفارق مخيلتي ، ما هو ذنبهم ؟ لا أعرف!".

وسْطَ هذه الحَيرةِ يحاولُ أبو حمزةَ اليومَ العودةَ إلى حياتِه ، ولكنَّه كما أكد لنا يُمضي وقتَه باكيا ، سارقًا ، منغلقًا ، عنيفًا وسكِّيرًا …أجابني عندما سألتُه : كيف تشعر؟  قال : أصبحت غريبا بين أهلي أصبحت معقدا

أبو حمزة: "لا توجد مقارنة بين ما كنت عليه من قبل ، ووضعي مع داعش ، هناك اختلاف كبير ، فالناس الذين عشت معهم ، وكبرت معهم لا أستطيع التواصلَ معهم الآن بعدما هربت من داعش ، أصبحت معقداً ، اشتري صُندوقًا من المشروب وأشرب كثيرًا ، وأبكي ، لا أستطيع التحدث ، لا استطيع التعامل مع الناس ، وقليلا ما ارتاح للناس وأثق بهم."
 
حتى الذي وظفني لا يثقُ بي ومن شاركني رحلتي في داعش وهربَ مثلي شطَبني من حياته ليشطبَ ذكرياتِه المؤلمةَ ..فمن يعرفُ حقيقتي يخافُ مني.. 

أبو حمزة: "وثقت بشخص ، وساعدني كثيرًا ، وخلال مدة وظفني عنده ، لكنني أعلم بأنه لا يثق بي ، ولا يرتاح لوجودي ، وأنه ينظر إلي نظرة تختلف عن نظرته إلى سائر الناس لأنه يعلم بقصتي. التقيت بعض الأصدقاء الذين تركوا داعش ، ومنهم صديق جدَّد منزله ، لكن إخوته حذروني من المرور في الشارع الذي يقيمون فيه، وطالبوني بنسيان أخيهم، وأنني كنت أعرفه من قبل. كثير بقوا هناك عندما هربت بقوا هناك."

ختامًا هو يحاولُ اليومَ أن يَحلُمَ بحياة طبيعيةٍ ، تنقذُه من كابوسِ داعش الذي أغراهُ فجنده فَظَلَمَ وظُلِم .. ولكنْ بعينين تائهتينِ ينظرُ إلي ليقول : داعش قلبتْ حياتي ومن قتلناهم مظلومون.
 
أبو حمزة: "المدة التي عشت فيها مع داعش قلبت حياتي كلها ، وجعلتني عاجزًا عن العمل والتواصلِ مع الناس ، والتفاهمِ معهم ، أتمنى أن أعمل من دون الوقوع في أي خطأ كارثي أو إثارة المشكلات ، لا أحب أن أكون في موقف محرج."
 
خوفٌ وسيجارةٌ واضطرابٌ وعينانِ معلقتانِ في مكانٍ بعيد ، أبو حمزةَ التونسيُّ هذا الاسمُ الذي لن ينساهُ كلُّ من شاهدَه ، فهو التحقَ ، شهدَ وانشقَّ ولكنَّ ما رآهُ وكشف مستورَه لنا ، سيبقى شاهدًا على وحشية تنظيمِ داعش.

 

تابعوا باقي الأجزاء 

أبو حمزة التونسي.. منشق عن داعش يروي تفاصيل تجنيده ورحلته الى سوريا
منشق تونسي عن داعش: التنظيم يعتمد على السرقة لتوفير إحتياجاته وما كان ثميناً يأخذه القادة
منشق تونسي عن داعش: إغتصبت ثلاث نساء وقتلت زوجتي العراقية
منشق تونسي عن داعش: قطع أجزاء من الجسم وإستخدام الكهرباء أبرز وسائل التعذيب في داعش

 

سلسلة تقارير "داعش .. كشف المستور" كاملة على الرابط هنا
 

منشق تونسي عن داعش: أشعر بالندم لإلتحاقي بالتنظيم ومن قتلناهم مظلومون