أخبار الآن | الرقة – سوريا (أحمد السخني)

كثيرة هي القرارات التي يصدرها تنظيم داعش جزافاً ويظلم بها المواطنين، كان أخرها منع خروج الفتيات اللواتي دون سن الـ ٣٠ عاماً خارج حدود الرقة، ومع تلك القرارات الجائرة وبطش التنظيم بالرقة، يقف أهلها أمامهم بلا حول ولا قوة.

"أم دعاء" أرملة وأم لطفلتين "دعاء ولينا" المريضتان بالسرطان والكهرباء الدماغية، لم تسمح لهن داعش بالسفر إلى العاصمة دمشق كي تتلقيا العلاج، تروي أم دعاء لـ"أخبار الآن": "لدي ابنتان "دعاء" تبلغ من العمر 10 سنوات مصابة بمرض "الكهرباء الدماغية"، و"لينا" ذات الـ 9 سنوات مصابة بمرض "السرطان"، لم أترك وسيلة لمساعدتهن ولم استخدمها، فمن عيادات الأطباء إلى المشافي، ولكن للأسف كان الجواب دائماً ذاته "ليس لدينا علاج لهن" ، فعلاجهن الوحيد في دمشق، قررت الذهاب بهن إلى دمشق ولكن عند وصولي إلى الكراج للحجز طلب مني أحد العاملين هناك أن أحضر لهم ورقة استثناء من المحكمة الشرعية بالرقة للسماح لي بالخروج من الرقة من دون محرم".

وتضيف: "ذهبت إلى مقر المحكمة الشرعية، فكان هناك أحد الأمراء، طرحت عليه مشكلتي فأجابني: "لن نسمح بخروج النساء من الولاية دون محرم"، فقلت له إن والدهن قد توفي منذ زمن، ولا يوجد لهن بالدنيا سواي وبدأت بالبكاء على حالة طفلتيّ، علّه يعطيني تلك الورقة التي تخولني البحث عن علاج يشفيهن، ولكنه بدأ بالصراخ في وجهي وقال لي: اذهبي من وجهي قبل ان اقوم باعتقالك، فغادرت غرفته ولكني لم استسلم، وحاولت أن أبحث عن أحد يساعدني ولكن عبثاً لم يكن من أحد يسمعني أو يلبيني لم يرأف أحد منهم على حالة طفلتيّ ".

وتردف أم دعاء: "الطفلتان بحاجة لعلاج كيميائي مطوّل وأدوية مفقودة في الرقة، فبزيارتي الأخيرة لأحد الأطباء بالرقة، قال لي أنه من المستحيل علاجهن هنا، فهن بحاجة لمتابعة طبية مكثفة وأدوية لمدة طويلة كي تتحسن صحتهن بعض الشيء، منذ شهر وإلى اليوم بدأت حالتهن بالتدهور، ولا أعرف ماذا أفعل مع هؤلاء القوم عديمي الإحساس، وما أملك إلا أن أدعو الله أن يفرج عني وعن طفلتي وينتقم ممن وقف في طريق شفاءهن".

يقف أهالي الرقة أمام قرارات تنظيم داعش دون أن يستطيعوا فعل شيء، فهم يخشون ذاك التنظيم الذي اصبحت لغته المعتمدة هي قطع الرؤوس لكل من يعارض فرمانته من غير ذرة رحمة أو رأفة!