أخبار الآن | حلب – سوريا (عمار البكور)

عملت الفصائل العسكرية الثورية في محافظة حلب، على إنشاء مصانع أسلحة محلية، لمواجهة قوات النظام، ومن بين الفصائل الثورية التي تصنع الأسلحة "كتائب أبو عمارة"، التي تعد من أولى الفصائل التي حملت السلاح للدفاع عن المظاهرات بداية من نيران قوات النظام في عام 2012، ومن ثم تطورت المواجهات مع زيادة حدة القتل والمواجهات العسكرية.

وأكد قائد كتائب أبو عمارة "مهنا جفالة" لمراسل "أخبار الآن" أن الحاجة الماسة للذخائر من النوع الثقيل، وبكميات كبيرة جداً حتى تستطيع أن تقارن بكثافة نيران قوات النظام، والتي تتصب بشكل كثيف، وغير منقطع بات علينا لزاماً اللجوء إلى التصنيع الحربي لعدم توفر ذخائر الأسلحة الثقيلة مثل "الدبابات، والمدفعية" بأنواعها بشكل دائم، مضيفاً: "ارتبط قيامنا بالأعمال العسكرية بوجود تلك الذخائر التي تلعب دوراً هاماً ومفصلياً في أرض المعركة، كونها القسم الأكبر من النيران التمهيدية قبل بدء المعركة والتقدم، من ناحية ثانية خذلان المجتمع الدولي للثورة السورية كان سبباً آخر، فنحن نحتاج الأسلحة الثقيلة لمواجهة قوات النظام التي تستخدم ضدنا وضد أبنائنا كل أنواع الأسلحة المتطورة".

ونوه قائد كتائب أبو عمارة أنه وفي بداية المواجهات العسكرية لم يكن هناك مختصون بهذه الصناعات لذلك اعتمدنا مبدأ التقليد، والنسخ، حيث تم تصنيع مدفع الهاون بعدة قياسات "82 مم، 120 مم، 145 مم" ثم بدأنا بمرحلة جديدة من التطوير في هذه الصناعة، وتم تصنيع مدفع عيار "300 مم" المعروف بمدفع جهنم.

أما عن الدقة في التصنيع، قال "جفالة": "إن الفريق الذي يعمل على تصنيع الذخائر في "كتيبة التصنيع" يوماً بعد يوم أصبح يزداد خبرة ودقة، حتى أصبحت دقة الذخائر والسلاح المصنع محلياً تضاهي دقة الذخائر الروسية وتفوقه بقوة التدمير أحياناً، وبسبب عدم توفر الدعم اللازم فإن معدل الانتاج الحالي للكتيبة 500 قذيفة شهرياً.

ولدى سؤاله، كيف يتم تأمين مواد التصنيع، قال القيادي في الجيش الحر: "فيما يخص مواد التصنيع، نعتمد بشكل مباشر على التكرير للحصول على المعادن، أي نستعيد صناعة المعادن مرة ثانية عبر الصهر للحصول اللازم منها مثل "الفنط، النحاس، الألمنيوم" التي تدخل في تصنيع القذائف بشكل مباشر، أما الصعوبات فهي في تأمين المواد الكيميائية لصناعة المتفجرات "تي إن تي"، ونعاني من توقف الكثير من المصانع التي تنتج  هذه المواد، ونضطر للبحث عن تلك المواد من مناطق مختلفة داخل سوريا.

وعن فعالية تلك القذائف وفق أنواعها، يقول: "إن القذيفة عيار "82 مم" فعالة ضد الافراد حيث تمنح تقدم المشاة، أما القذيفة عيار "120 مم" فهي فعالة ضد الأفراد، والآليات حيث يمكنها إعطاب الآليات، واختراق أسقف مواقع تحصينات قوات النظام، أما القذيفة عيار "300 مم – مدفع جهنم" فهي فعالة ضد الأفراد، والآليات العسكرية الثقيلة، كما تمتلك قدرة تدميرية واسعة، حيث أن القذيفة الواحدة تدمر مقر عسكري مؤلف من طابقين، أو أكثر بشكل كامل".

وأضاف "جفالة": "نستخدم القذائف التي نصنعها في كل المعارك، والجبهات لسهولة المناورة بها من مكان لآخر، وبسرعة فائقة وعلى مختلف التضاريس، فهي نستخدمها حصراً في المعارك ضد قوات النظام والميليشيات التي تساندها، وتلعب القذائف دوراً هاماً كنيران تمهيدية وفي الدفاع تكفي لصد الهجوم وعرقلة تقدم قوات النظام، والقذائف التي يتم تصنيعها حالياً يصل مداها المجدي تقريباً إلى 3 كم، ويجري العمل وبشكل دائم على تطوير هذه القذائف ليصل مداها أبعد بكثير".

وعن التعاون مع فصائل من الجيش الحر، أجاب "جفالة": "إذا دعت الحاجة نقدم كل ما نستطيع من ذخائر، وأسلحة للفصائل الثورية ضد قوات النظام، لكن نحبذ تنظيم هذا الأمر بشكل أكثر والعمل وفق جداول تغذي بشكل دائم جميع جبهات القتال".

وانتقد قائد "كتائب ابو عمارة المعارضة السياسية "الحكومة المؤقتة، والائتلاف"، مؤكداً أنها لم تدعم قيامهم بتصنيع الأسلحة، وقال: "لم تقدمان أي دعم لهذا المشروع، ربما لعدم الثقة بأن تصنيع الذخائر الحربية محلياً لا يفي بالغرض، ولكن نحن مضطرون لتصنيعها في ظل التخاذل الدولي لثورة الشعب السوري الذي يواجه الطيران الحربي وكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً من قبل قوات النظام، وأعتقد أن تكريس الجهود والعمل الدؤوب على تطوير تصنيع القذائف أمراً هاماً وضرورياً للدفاع والهجوم، حيث أننا نرى فيه إيماناً كاملاً بتجهيز ما نرد به على قوات النظام التي لا تستثني طفلاً أو امرأة في قصفها".