أخبار الآن| دبي – الامارات العربية المتحدة – (ديما نجم)

يتعرض الارث الحضاري العراقي لخطر محدق في ان يتلاشى او ان يباع، بحسب ما حذر منه علماء في الآثار، بعد ان قام افراد من تنظيم داعش المتطرف بتدمير التماثيل والمساجد والمراقد في الموصل وما حولها.

وخلال مداخلة مع أخبار الآن قال عبد القادر الجويلي مدير مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة ان هنالك حملة لتدمير الارث الثقافي والمكتنزات الثقافية وهذه بدات منذ عام 2003 اي بعد الاحتلال الامريكي للعراق، اذ وجدت مافيات كثيرة واتجهت الى المواقع الاثرية والمتاحف العراقية وقامت بسرقت كل ما تقع اعينهم عليه ومن ثم تهريبه الى دول الجوار وبالتالي الذهاب به الى دول اوروبا والولايات المتحدة.

وتابع الجويلي انه لم يكن هناك في الفترة الماضية عملية صيانة  للاثار العراقية وحمايتها من السرقة او الحرق او التدمير، وانما الاثار العراقية هي موزعة في اكثر من مكان وفي اكثر من محافظة في البلاد وبعض من هذه الاماكن الا ثرية تابع لوزارة الثقافة والبعض الاخر لوزارة السياحة والاثار، أضف الى ذلك الاثار المتناثرة والموجودة في المحافظات تتبع لمجالس المحافظات وبالتالي هذا يتطلب تشكيل مجلس وطني لحماية الاثار العراقية والحفاظ عليها واعادة المسروق منها.

وأضاف ان محافظة نينوى خارجة عن سيطرة السلطات العراقية والحكومة او الجيش او الشرطة، وبالتالي لا توجد اي معلومة عن اعداد الكتب وعن المتحف الذي سرق وهدم وفجر لانه لا توجد اعين للحكومة العراقية لمتابعة ما تم تشويهه او حرقه من الكتب او الاثار، وبالتالي فإن المعلومات المتواجدة لدينا تقول ان نينوى ذات ارث حضاري منذ عقود من الزمن وتحتفظ هذه المحافظة بالكثير من الكتب والمخطوطات، اعدادها قد تتجاوز الالاف من الكتب القديمة والمخطوطات والأرشيف.

وفي وقت سابق حذر محافظ صلاح الدين وخبير آثار مهتم بالإرث العباسي، من تدمير الارهابيين المتطرفين ما تبقى من ارث حضاري في المناطق التي يحتلونها.

وقال الخبير حسين خالد السامرائي، إن ارهابيي داعش يحاولون تدمير كل شيء بلا هوادة وفي المناطق التي يحتلونها توجد آلاف المدن التاريخية الاسلامية والمسيحية وحتى اليهودية.

واضاف نحن متخوفون كآثاريين وخبراء من هذه الاعمال او من تقدمهم نحو مناطق اخرى اكثر اهمية مثل تلك المحاذية لسامراء.

ودمر تنظيم داعش الارهابي، في وقت سابق، مزار الاربعين احد اهم المزارات التي يرقد فيها 40 صحابيا بعضهم ممن حرروا تكريت من سيطرة الفرس ابان حكم الخليفة عمر بن الخطاب، كما فجر قلعة تكريت التي ولد فيها القائد الاسلامي الذي حرر بيت المقدس صلاح الدين الايوبي.

وقال الخبير إن هناك اثارا مسيحية في تكريت والعديد من الاثار الاسلامية وهي الان في خطر امام الهجمة التي ينفذها المسلحون.

من جانبه، أصدر محافظ صلاح الدين رائد ابراهيم بياناً استنكر فيه ما اقدم عليه ارهابيو داعش داعيا ابناء المحافظة الى الانخراط في سلك الشرطة لتحرير المحافظة ومنع داعش من تدمير ما تبقى فيها.

ووصف تدمير داعش للأماكن الأثرية في المحافظة بأنه جريمة بكل ما للكلمة من معنى وعلى ابناء المحافظة الوقوف صفا واحدة والانخراط في الشرطة لتحرير المحافظة منهم ومنعهم من تدمير ما تبقى من اثار تقبع تحت سيطرتهم.