أخبار الآن | الرقة – سوريا (زين كيالي)

بعد تحليل دقيق للصور والفيديو الذي بثه تنظيم داعش، وسبب اختيار هذا المكان بالذات، تبين أن البناء الذي أعدم فيه الطيار معاذ الكساسبة هو بناء "الأمن السياسي" في مدينة الرقة شرق سوريا، حيث تتخذ منه "كتيبة الخنساء" التابعة لتنظيم داعش مقراً لها، أما عن سبب اختيار هذا البناء بالتحديد، فهو بسبب مقتل 30 امرأة من كتيبة الخنساء في مقرهن داخل بناء الأمن السياسي أثناء عقدهن اجتماعاً، وذلك بعد استهداف المقر من قبل طيران التحالف الدولي، يوم الأربعاء في التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول من العام الماضي، أي قبل نحو 67 يوم.

فضلا عن عدة غارات شنّتها مقاتلات التحالف على مدينة الرقة في نفس اليوم، استهدفت خلالها مبانٍ يتخذها قادة داعش مقرات لهم، منها مبنى معالجة السل، و مبنى مديرية المياه إضافة إلى غارات استهدفت احدها مدينة معدان شرق محافظة الرقة، واستهدفت أخرى المركز الثقافي الذي اتخذ منه تنظيم داعش مقرا لما أطلق عليه اسم “المحكمة الشرعية”.

وقال أبو إبراهيم الرقاوي عضو حملة "الرقة تذبح بصمت"، انه قد وردته أنباء غير مؤكدة قبل نحو  شهر عن تفاخر عناصر تنظيم داعش بحرق الطيار الكساسبة في مدينة الرقة السورية، إلا أنه لم يتأكد من الخبر حينها.

" كتيبة الخنساء"

 تعد “كتيبة الخنساء” من أكبر الكتائب النسائية لدى تنظيم داعش، والتي تتألف من حوالي 200 مقاتلة، وتتخذ عدة مبان في الرقة مقرات لها، أكبرها مبنى الأمن السياسي سابقاً.

بعد أقل من شهر على سيطرته المطلقة على محافظة الرقة، أعلن تنظيم داعش عن تشكيل كتيبة نسائية مسلحة أطلق عليها تسمية كتيبة "الخنساء".

وبحسب المعلومات، فإن كتيبة الخنساء تخضع لإمرة، أم ريان، وهي تونسية الجنسية جاءت “مهاجرة” مع زوجها من العراق، ضمن عشرات من عناصر داعش تم استقدامهن إلى الرقة.

تقوم هذه الكتيبة بمهام عديدة كالكشف على النساء المنقبات للتحقق من هوياتهن، وتعقب نساء الرقة في كل حركة وسلوك ،فتعاقب جميع النسوة اللواتي لا تتقيدن بالنقاب أو تسريحة الشعر العالية خلف النقاب أو اللباس الذي لا يناسب تفصيله مقاس “داعش” وتدعى تلك الفتاة بالمتبرجة وويلات الثمانين جلدة بانتظار ولي أمرها في إحدى الساحات المتخصصة بالجلد.

كما تقوم نساء الكتيبة، التي تتخذ من الفندق السياحي أحد مقراتها، بتولي مهام السجانات، من بينهن أم حمزة، السجانة السابقة في الهيئة الشرعية.

وكانت قد فتحت داعش باب الانتساب إلى الكتيبة والبيعة لـ أم ريان، ويتم استقطاب “العازبات اللواتي يتراوح عمرهن بين 18 و25 سنة؛ مقابل راتب شهري لا يتجاوز 200 دولار بشرط التفرّغ الكامل.