أخبار الآن | صنعاء – اليمن – (أ ف ب)

أعلن جمال بن عمر المبعوث الأممي الى اليمن ان كل القوى السياسية هناك وافقت على استئناف المحادثات الرامية إلى تسوية الأزمة الراهنة في البلاد. 

واشار بن عمر إلى ان المفاوضات التي ينتظر ان تبدأ اليوم ستشمل ممثلين عن الحوثيين الذين استولوا على صنعاء قبل عدة أشهر واعلنوا قبل ايام عن حل البرلمان ، كما دعوا إلى تشكيل حكومة انتقالية ومجلس رئاسي.
وقد عاد الحوثيون إلى طاولة الحوار بعد إنتقادات دولية لاذعة ضد قراراتهم التي لاقت كذلك رفضا شعبيا واسعا.
وفي وقت سابق اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ضرورة ان يسترد الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي سلطاته. وكان هادي قد استقال الشهر الماضي بعدما شددت المليشيات الحوثية من قبضتها على العاصمة وسيطرت على القصر الرئاسي.

عاد الحوثيون الى طاولة المفاوضات تحت اشراف المبعوث الاممي جمال بنعمر الاثنين، بعد ان واجهتهم موجة ادانات واسعة شملت الداخل والخارج ازاء قراراتهم بحل الحكومة والبرلمان.
              
وصرح بنعمر للصحافيين في صنعاء "يسعدني ان أخبركم أنه وبعد مشاورات مع الاطراف السياسيين وتواصلنا المباشر مع السيد عبدالملك الحوثي (زعيم الحوثيين) وافقت الأطراف على استئناف المشاورات للتوصل إلى حل سياسي يخرج اليمن من الأزمة الحالية". 
              
واضاف "إنني أرحب بهذا التوجه الإيجابي وأعلن لكم أن الجلسات تستأنف يوم غد الاثنين التاسع من شباط/فبراير".
              
وحل الحوثيون البرلمان في "اعلان دستوري" الجمعة وشكلوا لجنة امنية عليا لادارة شؤون البلاد السبت الى حين تشكيل مجلس رئاسي، في خطوة قالوا انها تهدف الى ملء الفراغ بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح الشهر الماضي. 
              
وسعى الحوثيون الى تصوير الخطوة بانها تهدف الى القضاء على تهديد القاعدة التي لها وجود قوي في شرق وجنوب اليمن. 
              
وقوبلت هذه الخطوة باعلان معظم الاحزاب السياسية اليمنية، بما في ذلك حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي اعتبر حليفا للحوثيين في الفترة السابقة، رفض التدابير الاحادية "الثورية" التي اعلنها الحوثيون.
              
والاحد وجه القائم بأعمال وزير الداخلية  اللواء جلال الرويشان المعين من قبل جماعة الحوثي "مذكرة الى أقسام ومراكز الشرطة قضت بمنع المسيرات والاحتجاجات غير المرخص لها من الوزارة، والتي تعارض جماعة الحوثيين".
              
وقال في المذكرة ان "مسلحي تنظيم القاعدة قد يستهدفون تلك المظاهرات في تكرار لمذبحة كلية الشرطة".
              
وتعرضت التظاهرات المناهضة للحوثيين مرارا للقمع من قبل عناصر ميليشيا انصار الله الشيعية الذين يرتدون بزات الجنود.
              
ويسود التوتر الاحد خصوصا في جنوب وجنوب شرق البلاد حيث اكدت السلطات المحلية "عدم الاعتراف" بالسلطة التي يفرضها الحوثيون و"رفض الاعلان الدستوري". 

وفي هذه الاثناء، طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "باعادة شرعية" الرئيس اليمني المستقيل  معتبر ان الوضع في اليمن "يتدهور بشكل خطير جدا".
              
وقال بان في الرياض ان "الوضع يتدهور بشكل خطير جدا مع سيطرة الحوثيين على السلطة وتسببهم بفراغ في السلطة".
              
واضاف "يجب ان تتم اعادة شرعية الرئيس هادي".
              
وجاءت تصريحات بان بعد اجرائه محادثات مع العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز.
              
واضاف ان الوضع في اليمن "كان موضوعا رئيسيا" في محادثاته في المملكة حيث التقى ايضا الامين العام لمجلس التعاون الخليجي ووزير النفط علي النعيمي.
              
واعرب بان كي مون عن القلق "ازاء قيام الحوثيين والرئيس السابق (علي عبدالله) صالح بتقويض عملية الانتقال السياسي" في اليمن.
              
والسبت اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي ما فعله الحوثيون "انقلابا" على الدستور.
              
وصرح مسؤول في مؤتمر الامن في ميونيخ ان واشنطن وحلفاءها في دول الخليج "لا توافق" مع خطط الحوثيين. 
              
من ناحيته اكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد "رفضه انقلاب" الحوثيين على "الشرعية الدستورية في اليمن" محذرا من تزايد اعمال العنف في هذا البلد.
              
ودعا العربي في بيان الى "ضرورة احترام الشرعية في اليمن" مؤكدا "رفضه التام لما أقدمت عليه جماعة الحوثيين من خطوات تصعيدية أحادية الجانب".
              
وذكرت السلطات المحلية في جنوب وجنوب شرق البلاد ان قوات الامن والجيش في محافظات عدن وابين ولحج وشبوة والضالع وحضرموت ترفض الاعلان الدستوري الذي فرضه الحوثيون.
              
ويشهد الجنوب تكثيفا للحراك المطالب بالانفصال، خصوصا بعد سيطرة الحوثيين على زمام الامور في صنعاء.
              
ويطالب قسم كبير من الحراك الجنوبي بالانفصال عن الشمال والعودة الى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990.