أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة (ألفة الجامي)

منذ عشرين عاما، وخلال مؤتمر بيجين أدرك الفاعلون حينها أن الصور النمطية للنساء، والتي يروجها الإعلام مسيئة ومهينة للمرأة كإنسان كامل، وعلى هذا الاساس تم عرض خريطة عمل تتعلق بتغييرهذه الصورة النمطية للنساء في الإعلام وأعلن عن ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لتغيير الصورة النمطية المبنية على جنس المرأة واستغلالها. 

فإلى أي مدى تم تحقيق هذه الاهداف بعد عشرين عاما على هذا المؤتمر؟

قد لا نغالي حين نقول إن المرأة في وسائل الاعلام سواء أكانت هي المادة المعروضة او المنتج لها،  تبقى في اغلب الاحيان في مستوى لا يكاد يرقى الى هذه التوصيات.

اليوم وبعد عشرين عاما على مؤتمر بيجين، لا تزال المرأة تستخدم في وسائل الاعلام المقروءة منها او المرئية على أساس الجسد..وعلى اساس جنسها كأنثى وما يفرزه من تباعيات لذلك.

استخدام المرأة في وسائل الاعلام بهذه الطريقة بالذات يجعلها وفق المراقبين تخضع الى قانون الدونية، والنظر اليها على اساس جسد وليس كيان انساني له عقل كذلك.

المرأة ولئن استطاعت في بعض الحالات ان تنفلت من هذه الشرنقة التي وضعت فيها، الا انها تجد ذلك صعبا أحيانا،  خاصة مع رضوخ بعضهن الى هذا الامتهان قسرا وإراديا بفعل الفقر او الرغبة في الشهرة او البطالة.

من المؤسف ايضا ان المرأة في وسائل الاعلام، قد لا تكون محل اهتمام الباحثين الاستقصائيين ومراكز البحوث والدراسات، حيث لا نكاد نجد ارقاما واحصائيات تعتني تلخص المشهد من كل جوانبه.

وإذا ما اخذنا صورة المرأة العاملة في مجال الاعلام، كصحفية واعلامية، فإن الواقع للاسف لا يتغير كليا، وان تغير فان زاوية النظر بين المستويين فقط تتغير.
 
خاصة اذا ما علمنا أن اعداد النساء اللائي يشتغلن في وسائل الاعلام بانواعها واشكالها، لا يكاد يضاهي اعداد الرجال، لنجد انفسنا امام التمييز في العمل على اعتبار الجنس، فعلى سبيل المثال ليس الحصر واستنادا الى دراسة قام بأعدادها منتدى الاعلاميات العراقيات فان التمييز على اساس النوع الاجتماعي والمحاصصة اضافة الى عدم الانصاف والمساواة والمضايقات التي في مقدمتها التحرش من اهم المشاكل التي تواجه المرأة الاعلامية في العراق. 

وقدمت الدراسة صورة عن واقع النساء العاملات في وسائل الإعلام في العراق حيث صوتت 67% منهن بعدم وجود تكافئ في الفرص بين الاعلاميات والاعلاميين

هذه الارقام المفزعة تجعلنا امام بون شاسع بين ما افرزه مؤتمر بيجين وبين الواقع الراهن الذي تآمر ان صح التعبير على المرأة في مجال الاعلام وفي مجالات أخرى وساهم  باضعافها واقصائها عن الاهتمام بالحياة العملية والعامة.

ونحن أيضا ندرس المشهد الاعلامي الراهن للمرأة، نلاحظ ان نسبة تواجد المراة في مراكز القرار الاعلامي الفعلي لاتزال متواضعة ولا تعكس الصورة الحقيقية التي تمثلها في هذا القطاع. 

 المراة غائبة عن المشاركة الفعلية في رئاسة المؤسسات الاعلامية وفي الإشراف على البرامج السياسية، وتكاد غائبة عن العمود الافتتاحي.
هذه الملاحظات تقدها الاراقام الآتية من فلسطين على سبيل المثال وليس الحصر، حيث
بالكاد تصل نسب تمثيل النساء الفلسطينيات وفق وكالة المرأة العربية  في مواقع صنع القرار في المؤسسة العامة الى مستوى يذكر مقارنة مع نسب تمثيل الرجال، إذ بلغت حوالي 4% في الدرجة الوظيفية وكيل مساعد مقابل حوالي 96% للرجال في ذات الدرجة. 

المرأة العاملة في قطاع الاعلام، لها نصيب ايضا من العنف خاصة الاعتقال بسبب الكلمة. كما هو الحال في ايران على سبيل المثال وليس الحصر. إذ
وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود تعبر ايران اكبر سجن  للنساء الصحافيات في العالم  ف بسجنها 10 صحافيات ت.
 
أمام هذه الوضعية الراهنة، التي يطغى عليها للاسف السلبية، من الواضح جليا ان هناك ثغرة او ثغرات في تنفيذ توصيات ومقررات مؤتمر بيجين للنهوض بالمراة في مجال الاعلام، يجب اعادة النظر فيها ومتابعتها.