سمعنا قِصَصَهم من قَبْلُ ، واليوم سنراها مسجلةً ، موثقةً بكاميرا أصحابِها. اتكلمُ عن آلآفِ اللاجئينَ السوريين الذين عَبَروا البحرَ الأبيضَ المتوسطِ بحثًا عن حياةٍ أفضلَ في أوروبا.

في قوارِبَ صغيرةٍ يشقُّونَ البِحار، كثيرٌ منهم يَقضي في هذه الرِّحْلات. 

الآن وللمرة الأولى، تمكنَ اثنانِ من اللاجئين السوريين الذين أبحروا في هذه الرِّحْلةِ الخطيرةِ من توثيق ما مروا به بالصوت والصورة.

قابلتُهم في أوروبا حيث سردوا لي تفاصيلَ رِحلتِهم.

تحدثوا عن العاصفةِ والأمواج الهائجة، عن لحظاتِ الموتِ والصلاة، وعن الخوف.

من الإسكندرية في مصرَ غادر حسام على متنِ قاربٍ صغيرٍ إلى إيطاليا، بعد دفعِه ثلاثةَ آلافِ دولارٍ للمهربين.

يعيشُ هذا الشابُّ، الذي فضَّل عدمَ الكشفِ عن هُويتِه، في ألمانيا اليوم..
 
على قاربٍ آخرَ، يستعدُ محمدٌ لمغادرة مرسين في تركيا إلى إيطاليا، بعد أن دفع ستةَ آلافِ دولارٍ للمهرب.

التقيت محمدًا في ألمانيا أيضا.

في هذه الاثناءِ، كان حسام يواجِهُ عاصفةً رهيبةٍ تُهددُ المركبَ الآخر.

محمد كان يصارعُ مشاكلَ من نوعٍ آخرَ، قارِبُهم ليس بعيدًا عن ليبيا لكنه من دون قبطان، تركهم قائدُ المركبِ في عُرْضِ البحرِ وهرب.

حالفهم الحظُّ فنجى حسام والركابُ الأربعُمِئةٍ من العاصفة، البحريةُ الإيطاليةُ قادمةٌ لمساعدتهم.

على المركبِ الآخر، وبهاتف الثريا نجح محمد في الاتصال بالسلطات الإيطالية.

هكذا انتهت مِحنةُ حسام ومحمد اللذينِ توجها إلى ألمانيا بعد وصولِهما إلى إيطاليا. إنهما المحظوظان اللذانِ وصلا إلى أوروبا. كثيرٌ من اللاجئين يغرقونَ في عُرْضِ البحر. أنا على يقين بان أكثرَ الصورِ و"الفيديوهات" فظاعةً لن نراها أبدًا فهي غارقةٌ في قاع البحر المتوسطِ مع أصحابِها.