أخبار الآن | الرياض – المملكة العربية السعودية – (صحيفة الرياض)                     

أعربت منظمات عربية وخبراء وقانونيون ومحللون عسكريون ودعاة ودبلوماسيون عن ترحيبهم وتأييدهم لعملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية والدول المشاركة في العملية العسكرية ضد الانقلابيين الحوثيين الذين قادوا انقلابا ضد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. 

وأكدوا أهمية تلك الضربة العسكرية بعد التدهور الشديد في الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن وما شهدته من انقضاض على المؤسسات الشرعية وانتشار لأعمال العنف والإرهاب، وشددوا على أن تلك العملية العسكرية التي تقودها المملكة ضد الانقلاب الحوثي في اليمن وتشارك فيها دول عربية أخرى ترتكز على العديد من الأسس والركائز القانونية.

وأكدت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية برئاسة الدكتور عبدالعزيز عبدالله على ضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي واتخاذ كل السبل لمنع أي دولة غير عربية من دول المنطقة من التدخل في شؤون اليمن ومحاولة فرض أمر واقع ترفضه الشرعية الدولية. ورحبت المنظمة بالمشاركة العربية الكبيرة في هذه العملية، مؤكدة أنها خطوة على طريق تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك تثبت للعالم أن الدول العربية كلها تقف صفا واحدا خلف أي دولة تهددها المخاطر، وأنها لن تسمح بالمساس بوحدة الأراضي اليمنية ولا بالشرعية التي يمثلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وهاجمت المنظمة بشدة ما زعمته وزارة الخارجية الإيرانية بأن توجيه ضربات لليمن يعد تحركا خطيرا يتناقض مع القانون الدولي، وقالت إنه على الخارجية الإيرانية ألا تتحدث فيما لا يخصها خاصة بعد التأكيدات المتتالية بأنها تقف وراء الأحداث التي شهدتها اليمن مؤخرا ومساعدة الحوثيين على الانقلاب على الرئيس منصور.

بدوره أكد أستاذ القانون الدولي العام وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور أيمن سلامة أن «عاصفة الحزم» وهي العملية العسكرية التي تقودها المملكة وتشارك فيها دول عربية أخرى منذ الساعات الأولى من صباح الخميس، ترتكز على العديد من الأسس والركائز القانونية. وأوضح سلامة أن أول هذه الأسس يتمثل في دعوة الرئيس اليمني المنتخب والمعترف به رئيسا شرعيا إلى دول مجلس التعاون الخليجي وقوات درع الجزيرة للقيام بحماية اليمن واستقلاله والحفاظ على سلامة وحدته الإقليمية، وذلك من خلال قصف أهداف قوات الحوثيين الانقلابية، وإنشاء منطقة حظر جوي فوق اليمن، فضلا عن مواجهة وقتال التنظيمات الإرهابية التي استفحلت في اليمن بعد الانقلاب الحوثي ضد الشرعية.

وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقوم دولة عربية ذات سيادة بطلب المساعدة العسكرية وليس التدخل العسكري من دول عربية بعينها أو من جامعة الدول العربية، مؤكدا أن تحقيق الأمن والحفاظ عليه بواسطة الدولة المستقلة ذات السيادة يعد واجبا رئيسا على الدولة وفقا للقانون الدولي.

وأوضح أن ميثاق منظمة الأمم المتحدة يكفل للدول ذات السيادة أن تقوم باتخاذ التدابير اللازمة للدفاع الطبيعي عن النفس في حالة وقوع عدوان عليها، ويمكن للدول أن تقوم بالدفاع عن نفسها بمفردها أو بطلب من دولة أخرى أو دول أخرى وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على: أنه ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه».

وقال الخبير العسكري المصري اللواء حمدي بخيت إن توجيه المملكة ضربات جوية لمواقع الحوثيين في اليمن، خطوة هامة جدا خاصة بعد أن أصبحت منطقة الخليج مهددة في ظل انتشار هذه الجماعة المسلحة، مشيرا إلى أن الضربة العسكرية جاءت لإنقاذ اليمن، وللحد من زحف الحوثيين للاستيلاء على مقدرات اليمن.

وقال الخبير العسكري المصري اللواء نصر سالم إن مصر أعلنت موقفها من الاشتراك في العمليات على لسان وزير الخارجية وتأييدها السياسي والعسكري للموقف، وأنه جار حاليا التنسيق مع الدول المشاركة حول طبيعة الدور المصري، مشيرا إلى دور القوات الجوية الخليجية في المشاركة فضلا عن دور القوات البحرية لتحقيق حصار بحري حول اليمن لمنع تدخل أي جهات أخرى. وأشار إلى أن المشاركة المصرية ستكون جوية وبحرية، وأن المشاركة البرية ستكون وفقا لطبيعة الموقف والتقدير الإستراتيجي لتحديد مهمة القوات وطبيعة التنفيذ وحجم القوات المشاركة.

كما أكد اللواء محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان أهمية العملية العسكرية «عاصفة الحزم» بمشاركة 10 دول عربية ونتائجها وأنها ستجعل الحوثيين يخضعون لمائدة المفاوضات.

وأكد اللواء الشهاوي أهمية التعاون العربي والخليجي في الوقت الراهن، لأن أمن الخليج خط أحمر.

من جانبه، قال الداعية محمد الأباصيري في بيان صحفي «إنه لا يمكن بحال لعربي وطني ومسلم عاقل وعالم بحقيقة المخططات التي تحاك بالوطن العربي والإسلامي إلا أن يؤيد وبشدة وأن يدعو بالتوفيق كله والنجاح والسداد كله لهذا التحالف العربي العسكري المشترك في عملية «عاصفة الحزم»، ودعا الأباصيري القيادة العربية الحكيمة أن تعمل وبكل السبل على ألا تُسلم مقاليد الحكم لإخوان اليمن مرة أخرى، فالإخوان في اليمن هم ذراع إيران السياسي تمامًا كما الحوثي ذراعها العسكري، ولابد من طرد الطرفين معًا حتى لا نكون كمن يستجير من الرمضاء بالنار». ودعا الأباصيرى القادة العرب ألا تقتصر مهمتهم على قصف الحوثيين وإخراجهم من اليمن ولكن لابد من إعادة بناء الجيش اليمني على أساس من الانتماء للوطن اليمني دون سواه، وألا نفعل بأنفسنا ما فعله أعداؤنا بنا سواء في العراق ببناء جيش طائفي بغيض يرسخ للفرقة والانقسام، أو في ليبيا من تركها من غير جيش يحمي بيضتها من كل غاصب.

وقال ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، إن التدخل المصري في اليمن أصبح ضرورة لمواجهة ما وصفه بالتوغل الشيعي الذي وصل إلى حدود إجرامية، كما حذر من أن المخططات الإيرانية ضد مصر لن تقف عند حدود معينة، مؤكدا على ضرورة أن تقوم مصر بدورها في هذا الأمر.

وأشاد الكاتب الصحفي المصري مصطفى بكري في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالعملية العسكرية «عاصفة الحزم» والتي قامت بها القوات السعودية ضد الحوثيين في اليمن، مؤكدا أن العملية جاءت لوقف العبث بأمن المنطقة بعدما أراد الحوثيون نشر الفوضى وزعزعة أمن السعودية، محذرا من خطورة تدخل إيران وإسرائيل في هذه الحرب. وقال بكري «العملية العسكرية جاءت لوقف العبث بأمن المنطقة وحماية لشعب اليمن من المخططات التي تستهدف تمزيقه». وتابع: «ثم انها عملية تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وميثاق الجامعة العربية»، منبها إلى أن سقوط اليمن في مستنقع الحوثيين هو أخطر تهديد يواجه اليمن ويواجه الأمة.

وقال السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ومسؤول العلاقات الخارجية بحزب التيار الشعبي (تحت التأسيس) إن عملية «عاصفة الحزم» ستكون خطوة محدودة لتعديل ميزان القوى على الأرض وإجبار الحوثيين على الجلوس على مائدة المفاوضات».