أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا – (أيمن محمد)

"الطعن بالخنجر" قد لا يعلمه الكثير، وكيف وإن كان الخنجر حوثياً يمنياً، والضحية مدني سوري؟ قد يستغرب البعض مثل هذه المعلومات الآن، لكنها الحقيقة، وربما لم تلقى هذه الحقيقة حقها الكامل في وسائل الإعلام في غمار الفوضى والدم اللذين أغرق فيهما الأسد وميليشياته الشيعية سوريا وثورة شعبها، حتى أصبح الموت، والدم السوري أمرا مكررا ومعتادا يومياً.

وما لا يعلمه كثر أن رفات مئات السوريين المدنيين في "جديدة الفضل" غرب دمشق بـ 15 كم على طريق "دمشق – القنيطرة" مقابل مدينة جديدة عرطوز، كانت شاهداً بتاريخ 21 ابريل من العام 2013، على القتل بالخنجر والحراب، وكانت ايدي للحوثيين وقتها ملطخة بدماء الأبرياء من السوريين، آنذاك تحدثت وسائل الإعلام عن مجزرة على يد الحرس الجمهوري التابع لقوات الأسد، لتكشف مصادر إعلامية مؤخراً عن مشاركة الحوثيين فيها.

المجزرة لم تكن الوحيدة التي طعن الحوثي بها السوريين، بل كانت معسكرات تدريب الحوثي على يد ميليشيا (حزب الله) اللبناني جنوب العاصمة دمشق، أكبر دليل على محاربة الحوثيين للثورة السورية، إذا ما تناسينا تصريحات الحوثي وقياديه لـ(حسن نصر الله) بما يخص موقفهم من ثورة السوريين.

معسكرات تدريب الحوثيين على يد الحرس الثوري الإيراني، كشفت عنها مصادر دبلوماسية اوروبية، وتناقلتها وكالات أنباء منها وكالة الانباء الإيطالية (آكي)، ووسائل إعلام عالمية، حيث كشفت المصادر عن أن هؤلاء المقاتلين الحوثيين يخضعون لـ"دورات تدريب عملية من خلال المشاركة في المعارك قبل أن يعودوا إلى اليمن"، مؤكدة أن "الحرس الثوري الإيراني يقوم بتحضير دفعات من المقاتلين الحوثيين من اليمن، تصل كل دفعة إلى نحو مئة مقاتل، يتدربون في معسكرات في جنوب سوريا، وتحديداً في بصرى الشام وإزرع، ويشاركون في المعارك الدائرة هناك، ليكتسبوا خبرة ومهارات قتالية، قبل أن يعودوا إلى اليمن لتأتي دفعة أخرى بديلة".

وكشفت مصادر إعلامية سورية ثورية مؤخراً أن "معسكر الحوثيين التدريبي في السيدة زينب من أقدم المعسكرات الطائفية التي وفدت إلى سورية بعد بدء الثورة، وكان التركيز في ذلك المعسكر على تدريب مجموعات على حرب الشوارع، نظراً لخبراتهم فيها في الصراع اليمني".

من كل ما تقدم، قد لا يستغرب المرء تأييد السوريين الحملة العسكرية العربية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين، والتي انقلبت على الشرعية في اليمن، وأطاحت بثورة الشباب اليمني، وكيف لا، وقد تضامن الشباب اليمني الثائر مع اخوتهم السوريين بجمعة أطلقوا عليه "النصر لشامنا ويمننا" بتاريخ 30/11/2011، وسقط فيها شهداء سوريون بآلة إجرام الأسد هاتفين لنصرة ثورة اليمن.

يقول الصحفي عماد كركص لـ"أخبار الآن": "لا شك أن السوريين سيؤيدون هذه العملية، وكيف وهم من دفعوا ثمن حريتهم دماً وارواحاً على يد ميليشيات إيران ومنهم الحوثيين، إذا ما ذكرنا موقف الحوثيين من ثورة السوريين، وعلم السوريين والعالم المسبق بالدعم الإيراني لهذه الميليشيا، فذلك وحده كاف ليؤيد السوريون هذه العملية".

من جهته، قال الإعلامي السوري "محمد درويش" لـ"أخبار الآن": "لم يعد يخفى على أحد وعلى السوريين خصوصاً المد الإيراني، والانقلاب على ثورات الربيع العربي من خلال زج ميليشياتها الطائفية لإبادتها، واحتلال العواصم العربية، في ما يدعونه إعادة بناء الإمبراطورية الفارسية".

ويضيف درويش: "لم يكن يريد السوريون من العرب جيوشاً وتحالفاً، ومع انتقال الثورة إلى التسلح، كل ما طلبوه كان بالسلاح للدفاع عن أنفسهم، وأعراضهم، وليس غريباً أن يؤيد السوريون هذه الحملة، كنوع من قصقصة أجنحة من قتلتهم (إيران) على مدى أربع سنوات، حتى وإن كان هذا الجناح يمنياً".

وشهدت البلدات السورية المحررة في إدلب، والغوطة الشرقية، وجنوب البلاد يوم الجمعة الفائت مظاهرات تحت مسمى "إدلب بشائر الفتح" أيدت (عاصفة الحزم)، ورفع فيها المتظاهرون شعارات أيدوا فيها العمليات ضد معاقل الحوثيين في اليمن.

وقال أحد المتظاهرين لـ"أخبار الآن": "خرجنا اليوم لنصرة الأحرار اليمينيين، وعسى أن يكون لهم فرجاً في هذه الحملة، وهذا هو السبب الرئيس لتأييدنا لهذه الحملة، بالإضافة لبتر يد (الحوثي) ذراع إيران في اليمن، وقاتل السوريين"،

وأعلنت عدة فصائل ثورية سورية تأييدها لـ(عاصفة الحزم) وفق بيانات نشرتها على وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، أهمها "جيش الإسلام" في غوطة دمشق، والمجلس العسكري بحلب.

وكان رئيس الهيئة السياسية في مجلس قيادة الثورة السورية، قال إن "العدو الآن مشترك بالنسبة لنا في سوريا وفي اليمن لأن إيران تشكل رأس الأفعى، وتحتل بشكل فاضح دمشق، وصنعاء"، منوهاً إلى أنهم "أصدروا بياناً، الخميس، أعلنوا فيه التأييد الكامل لعملية (عاصفة الحزم)، التي تستهدف معاقل الحوثيين في اليمن، آملا أن تمتد هذه العملية إلى سوريا لضرب قوات الاحتلال الإيراني وحفائه من الميليشيات".

بدوره، قال العميد "زاهر الساكت" رئيس المجلس العسكري بحلب في بيان مصور: "نحن قيادة المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب وريفها، نبارك الخطوة الجريئة التي قامت بها القيادة السعودية الحكيمة متمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وحلفائه من الدول الشقيقة، لقيامهم في عملية عاصفة الحزم ونتمنى لهم التوفيق".

وأضاف: "نؤكد وقوف كافة الفصائل العسكرية الثورية في محافظة حلب إلى جانب التحالف العربي لدحر الغزو الإيراني من الدول العربية"، وطلب الساكت في البيان من التحالف العربي الوقوف إلى جانب الشعب السوري، بإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري، وفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا لحماية المدنيين من البراميل المتفجرة، وغارات الصواريخ، ولا سيما منها المحملة بالكيماوي.

اليوم، وبعد أن طعنت خناجر العالم السوريين وثورتهم، لا يبقل السوريون إلا بنصرة أصحاب الحق، ونصرة حقوق المظلومين يقفون جنباً إلى جنب، مع من هتفوا لثورة السوريين في عامها الأول، وخصوصاً أنهم عانوا من طعنات ذات الميليشيا وداعميها.