أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ترجمة وإعداد محمد منصور)

 

لا تزال قضية المراهقات الثلاث اللاتي سافرن إلى سوريا للانضمام إلى داعش تشغل الرأي العام البريطاني، فيما بات السؤال الذي يشغل الجميع هناك هو: على من يتوجب إلقاء اللوم؟

فتحت عنوان "فتيات داعش: صراع اللوم من قبل عائلات المراهقات"، تحدث موقع إن بي سي نيوز عن القضية، مشيرا إلى الصراع الذي تعيشه أسر ثلاث فتيات يقمن في لندن، خديجة سلطان (16 عاما) وشيماء بيجم (16 عاما) وأميرة عباس (15 عاماً)، بعد أن تمكنت تلك الفتيات من الهروب عبر الحدود التركية مع سوريا من أجل الانضمام لتنظيم داعش.

كما أجرت صحيفة التايمز الأمريكية حوارا مع أحد العاملين بمحطة الحافلات بمدينة إسطنبول والذي ساعد الفتيات عن طريق الصدفة وسمح لهن بركوب الحافلة المتجهة نحو الحدود السورية، قائلاً إنهن كن يبتسمن

وأشارت الصحيفة إلى أن العامل طلب من أسر الفتيات الثلاث الذين جاءوا للمدينة من أجل البحث عن ذويهم المفقودين، وهو في حالة من الحزن والرجاء، أن يسامحونه ويعفون عنه لدوره في اختفائهن داخل الأراضي السورية. وبالفعل جاءت المسامحة على الفور من قبل أخت إحدى الفتيات وهي حليمة سلطان الأخت الأكبر لخديجة، والتي كانت تنتابها حالة من البكاء الشديد حزناً على فقدان أختها الصغري، قائلة له "لا نلومك على شيء".

ولكن السؤال هنا: على من يتوجب إلقاء اللوم في ما قامت به الفتيات الثلاث ورحلتهن من أوروبا إلى سوريا من أجل الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي؟.. تلك المسألة التي صارت بمثابة قضية الرأي العام في المملكة المتحدة

الإجابة الصريحة والمباشرة جاءت من قبل تيريزا ماي المتحدثة باسم وزارة الداخلية في المملكة المتحدة، حيث ألقت اللوم على الانتخابات الوشيكة في البلاد، مشيرة إلى أهمية وضع الخطط الممكنة لتعزيز "القيم البريطانية" في مكافحة التطرف.

وقالت ماي خلال الخطبة التي ألقتها الاثنين الماضي: "في أي مكان يسعين تلك الفتيات للحصول على مستوى تعليمي راقي، لكن قيمنا السامية تمد يد الأمل وفرص النجاح لجميع الشباب، نظن أن هؤلاء المتطرفين ليس لديهم أي رؤى سلبية من الممكن أن تؤثر على أحلام وطموحات شبابنا في بريطانيا، ولكن في الحقيقة يوجد الكثير من وجهات النظر السلبية والمحبطة التي من دورها تشويه المعتقدات ووجهات النظر حول العالم، ونحن على يقين من أننا في النهاية سوف نعترضها ونتغلب عليها تماماً".

جدير بالذكر أن ما يزيد على 600 شخص بريطاني من بينهم ما يقرب من 40 امرأة، قد سافروا إلى الأراضي السورية للانضمام إلى داعش، كما استنتج بعض المحللين من تصريحات ماي، أن اللعبة قد انتهت بالنسبة لهؤلاء المتطرفين وغرس جذور التطرف الإسلامي السابق لأوانه.

وبالرغم من التصريحات الحكومية، فإن موقع "إن بي سي نيوز" اختتم مقالته مشيرا إلى أن أسر تلك الفتيات انتابتهم حالة من الغضب الشديد، ملقين اللوم باتجاه السلطات البريطانية التي سمحت للفتيات الثلاث بالسفر والوصول إلى سوريا دون أن يتم رصدهن أو توقيفهن، وهو ما يمكن أن يفعله الكثيرون فيما تفتش الحكومة البريطانية عن أسباب انجرافهن نحو التطرف!