أخبار الآن | باريس – فرنسا – (الحياة)

كشف مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى لصحيفة الحياة اللندنية  في باريس أمس، بأن هناك «توتراً وارتباكاً» داخل النظام السوري، لكنه اشار الى ضرورة «عدم المبالغة والاستنتاج بان النظام بدأ مرحلة النهاية لانه لا تزال لديه قدرات كبرى كما ان المعارضة تواجه تحديات»، فيما اشار المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم الى وجود مساع دولية للتوصل الى حل سياسي خلال العام الحالي.

وتابع المصدر ان سورية «بلد كبير وشاسع ويصعب الاقتناع بأن النظام أو المعارضة بإمكانه ان يحرز نجاحاً حاسماً في أماكن شاسعة بعد مدة طويلة جداً من القتال. واذا فكرنا بالمسافة بين حلب ومنطقة القلمون والجنوب السوري ومنطقة الساحل ودير الزور، فان المسافة شاسعة، ونرى الآن وجود ارتباك» في النظام.

وعن تأثير التقارب بين السعودية وتركيا وقطر على المعارضة السورية، رأى المصدر ان «هذه الدول منذ فترة وضعت اولوية بمساعدة المعارضة السورية ومحاولة التوصل الى تغيير في سورية. وهذا ليس جديداً»، لافتاً الى ان «دول اصدقاء سورية» ترى ان من المهم ان تعمل هذه الدول معاً لمساعدة الشعب السوري والمعارضة السورية وان «من المهم ان تكون هذه المساعدة حذرة في ان تقع في الايدي المناسبة للتاكد اينما كان ان العمل يتم مع شركاء معتدلين».

واشار المصدر الى اجتماعات عبد العظيم مع المبعوث الخاص الاميركي لسورية دانييل ربنستين، قائلا ان الولايات المتحدة على اتصال مع مختلف مجموعات من المعارضة السورية وان من المهم الاستماع اليها ورؤيتها الى التطورات السياسية في المعارضة السورية وعن المستقبل القريب، اضافة الى «مناقشة مشاركة هيئة التنسيق في اجتماع موسكو» الاخير في الشهر الماضي. ويرى المصدر ان «أي جهود من أي طرف لتحسين وحدة المعارضة السورية ومحاولة إيجاد ظروف تتيح لحوار سياسي محبذة، لكن في الوقت نفسه من الملاحظ ان في اجتماع موسكو اظهر وفد النظام الذي كان يجتمع باستضافة دولة صديقة تشدداً وجموداً في مواقفه في حوار مع مجموعة من المعارضة كانت تعتبر الاكثر ليونة بالنسبة لمطالبها للتغييرات السياسية في سورية ما يشير الى ان بعثة النظام لم تبد اي رغبة في التحاور أو حتى مناقشة الامور الجدية».

وعن الاجتماع المرتقب للمعارضة في الرياض، قال المصدر انه ما زال منتظراً تحديد موعده «علماً ان الدول منها واشنطن ترى ان للسعودية وزناً مهماً في المنطقة بما فيها سورية وانها اذ تحاول مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها وتضامنها من اجل انتقال سياسي في سورية، فهذا امر جيد ولا شك ان لديها امكانية للقيام بهذا العمل القيم».

ورأى انه رغم استمرار ايران وروسيا في تقديم دعم كبير للنظام في سورية فإن لدى الدولتين «الخيار لتغيير هذا النهج واعتماد نهج اكثر ايجابية للتخلي عن هذا الدعم الذي اتاح بشكل كبير للنظام السوري ان يقاتل شعبه ويسيء معاملته». واعتبر المصدر ان «اهم تطور بالنسبة لتوحيد المعارضة ان هيئة التنسيق والائتلاف السوري المعارض يؤكدان الالتزام ببيان جنيف الاول، وان مجيء عبدالعظيم الى فرنسا للقاء المبعوث الاميركي والفرنسي لسورية حدث مهم».