أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (مار أحمد عمر)

أكثر من ثلاثة ملايين طفل سوري حرموا من حقهم في التعليم بسبب الحرب التي تعصف في البلاد وفق منظمة اليونيسيف العالمية ، ورغم سوء الظروف وضعف الإمكانيات أو إنعدامها، لا تزال  هيئات و منظمات المجتمع المدني التي أخذت على عاتقها مساعدة الطلاب السوريين تسعى جاهدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أخر هذه الجهود كان المؤتمر الدولي الذي عقدته هيئة "علم" السورية في مدينة اسطنبول، المزيد في التقرير التالي. 

"سوريا والتعليم,,واقع وتحديات" هو عنوان المؤتمر الدولي الأول الذي عقدته هيئة علم السورية في مدينة اسطنبول التركية سعياً منها لتسليط الضوء على الكارثة التعليمية التي أصابت الطلاب السوريين ,حيث وبتقدير لمنظمة اليونيسيف فان عدد الطلاب المتسربين من التعليم يفوق الثلاثة ملايين طالب.
وبهدف دعمهم و تلبية احتياجاتهم سواء في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أو في بلدان اللجوء عامة وتركيا خاصة أتى هذا المؤتمر ليفتح المجال أمام المنظمات والجمعيات المدنية العربية منها والدولية لمد يد العون لجيل مهدد بالانقراض ثقافياً وتعليمياً.
– حسام السباعي [مدير المؤتمر العام] : "جيل اليوم هو الأكثر تضرراً,حيث انه مهدد بالضياع والانحراف وارتكاب الجرائم أو حتى بالانضمام إلى المجموعات الإرهابية,ونحن كهيئة علم لسنا إلا هيئة مدنية غير سياسية هدفها الأول تقديم التعليم اللازم للأطفال"
ونظراً للأوضاع الأمنية المتردية على مدى امتداد المدن السورية الخارجة عن سيطرة النظام,فقد لفت القائمون على المؤتمر النظر إلى حجم المعاناة والصعوبات التي يواجهونها والتي تسببت لإيقاف عد مشاريع تعليمية في الداخل السوري لفترة وجيزة مما حثهم الآن  إلى البحث عن حلول جذرية وإطلاق مشاريع جديدة تتماها مع الأوضاع الأمنية والمتغيرات الداخلية.
– د.بيان الطنطاوي [عضو في الأمانة العامة لهيئة علم]:"من الصعوبات التي واجهناها في بداية عملنا هم شريحة كبيرة من المجتمع لم تضع تعليم أطفالها كأولوية في زمن النوم بالعراء,وكانوا يستغربون مننا ويقولون هل تريدون تعليم أبناء لا يجدوا قوت يومهم!! ولذلك قضينا الكثير من الوقت لإقناعهم بان العلم وحده هو مفتاح الحياة,فالمتعلم يستطيع أن يدير شؤون حياته اليومية بدءا من تأمين رغيف الخبز وانتهاء بتامين وظيفة يعتاش منها"
وطالما كان لوجود منظمات المجتمع المدني دوراً مكملا لعمل الحكومات السياسية فقد أكدّ من جانبه مدير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة الأستاذ عزام خانجي على وجوب إنشاء هيئة مشتركة بين كلا من المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم والمنظمات المدنية لتقديم خدمة أفضل ومساعدة أوفى للطلاب في إكمال عملية تعليمهم وبناء جيل سلاحه قلم ودفتر.
– عزام خانجي [مدير التربية والتعليم]:" نعمل الآن على إنشاء هيئة حكومية أهلية مشتركة بين وزارة التربية وعدة منظمات مجتمع مدني تختصّ بالتعليم من اجل المتابعة والمساهمة في رسم السياسة التعليمية ومن اجل دراسة الاحتياجات وتحديد الأوليات والإنطلاق بخطط عمل لتحسين فرص التعليم للسورين"