أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (جنان موسى)

قام مجرمون على علاقة بداعش بسرقة العديد من أجوزة السفر والهويات التابعة لمواطنين غربيين. هذه الوثائق المسروقة تمكن عناصر تنظيم داعش من السفر خفية تحت اسماء مختلفة لتجنب التعقب والكشف من قبل السلطات. في هذا التقرير الحصري، مراسلتنا جنان موسى تستعرض لنا اكثر من ثلاثين جواز سفر حصلت عليها بعد ان اخذها مقاتلون من المعارضة من مقار لداعش في سوريا.

 تمعنوا جيدًا في أَجْوِزَة السفر هذه. أكثرُها أصلا لمواطنيين غربيين من عامة الشعب ، سُرِقتْ منهم ، ويستخدمُها الآن تنظيمُ داعش. عُثِر على وثائقِ السفر هذه مع بعض بطاقات الهُويةِ في مقارَّ لداعش بعد سيطرةِ مقاتلين معتدلين من المعارضة عليها في شمالِ سوريا.  

قناة الان حصلت على اربع وثلاثين نسخة من هذه الوثائق.

جنسيات اصحاب هذه الوثائق مختلفة ، منها ستٌ من البانيا واربعة من فرنسا واثنان من كل من هولندا والمانيا والسويد وبولندا والدنمارك وهناك جواز سفر واحد من كل من اميركا واسبانيا والمملكة المتحدة واسرائيل وكوسوفو ولاتفيا وفنلندا وتشيكيا فضلا عن بطاقات هوية لاشخاص من كوسوفو.

الخوفُ طبعًا يكمنُ في إمكان استخدام عناصر داعش هذه الوثائقَ للتنقل والسفر.

شيراز ماهر – باحث في المركز الدولي لدراسة التطرف، كينجز كوليدج لندن، قال:

"أعتقد أن امتلاك اجوزة السفر هذه يعد ميزة كبيرة للدولة الاسلامية، حيث انها تسمح للعناصر بالتحرك بحرية أكبر، وسوف تسمح للاشخاص بالتنقل وهم يحملون هوية بديلة، بحيث إذا ما تم ايقاف أحدهم، طبعاً لا أقصد في المطارات حصراً، حيث يمكن أن يتم ايقافهم على الطريق مثلاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه بإمكانهم القيادة على طول الطريق من تركيا إلى باريس على سبيل المثال. فإذا ما تم إيقافهم على جانب الطريق من قبل شرطي، ليس من الضروري أن تظهر الوثيقة على انها مزورة أو مسروقة". 

حصري: شاهدوا أجوزة السفر التي سرقها داعش من مواطنين غربيين

بعد التحقق من الأجوزة وبطاقاتِ الهُويةِ، تبينَ لنا التالي:
أولا-
 بعضُ هذه الوثائقِ تعود الى مقاتلين من داعش. هذا مثلا جوازُ سفر الباني لمقاتل من داعش كما تقول مصادرنا. وهذه اجوزة سفر سيدة البانية واطفالها. وهذا عربي يحملُ جوازَ سفر أسرائيليًا وصل إلى سوريا للإنضمام إلى التنظيم كما قالت مصادرُ معارضة.
ثانيا – أكثرُ هذه الوثائقِ هي أَجْوزةُ سفرٍ مسروقةٌ من أناسٍ من العامة . سُلبت من مواطنين غربيين أبرياءَ ليس لهم أيُ علاقةٍ بسوريا أو بداعش. هذا جوازُ سفرِ سيدةِ اميريكية من ولاية الينوي على سبيل المثال. تواصلنا بوالدتها في الولايات المتحدة الأمريكية. صدمت الوالدة عندما اخبرناها بان جواز سفرِ ابنتها موجودٌ لدى داعش في سوريا. 

والدة السيدة الامريكية التي فقدت جواز سفرها: 
" أتمازحني؟ لقد أضاعت جواز سفرها. نعم لقد أضاعته هو والكاميرا"
 
عبرَ البريدِ الاكتروني، أخبرتنا صاحبة جواز السفر الامريكية التالي:
حصري: شاهدوا أجوزة السفر التي سرقها داعش من مواطنين غربيين

"كنت أنا وزوجي في زيارة إلى أوروبا عندما تمت سرقة حقيبة لنا، وكانت تحتوي على جوازات سفرنا بالإضافة إلى كاميرا. لقد كنا في باريس حينها. عندما حصل ذلك قام الناس الجالسون حولنا بالاتصال بالشرطة فوراً، ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا أي شيء حيال ذلك".
 
ما بدا في بداية الأمر جريمةً اعتياديةً تبينَ الان انها من عمل مجرمين على اتصالٍ بداعش.

هنا جوازُ سفرٍ آخرُ في حوزة داعش الآن. إنه لمواطن فرنسي. يقول لنا، والصدمة واضحةٌ في صوته عبر الهاتف، إن جوازَه سرق في فرنسا أيضًا . 

الفرنسي صاحب جواز السفر المسروق: 
"في سوريا؟ سوف أتصل بالشرطة هنا ومن ثم سأعاود الاتصال بك".

كيف سيتمكنُ تنظيمُ داعش من استخدام هذه الوثائق عمليا؟ يختارُ التنظيمُ أفرادًا يُشبهون ولو قليلا أصحابَ هذه الوثائقِ المسروقة للسفر بها خفية. هذه الحيلة ليست بالجديدة. فقد سافر مواطن بلجيكي ينتمي الى داعش مطلوب للسلطات في بلده، سافر من سوريا الى بلجيكا مستخدما جواز سفر هولندي من افراد داعش اسمه زيد كويليس. قتل الداعشي البلجيكي في يناير على يد الشرطة البلجيكية. وفي حالة اخرى، سافر شريف كواشي احد مهاجمي صحيفة شارلي هيبدو في فرنسا الى اليمن مستخدما جواز سفر شقيقه سعيد للتدرب على يد القاعدة في شبه جزيرة العرب.

شيراز ماهر – باحث في المركز الدولي لدراسة التطرف، كينجز كوليدج لندن: 
"أنا اعلم ان في الأسابيع الاخير في الواقع كان هناك ثلاثة فتيات من شرق لندن من منطقة تسمى تاور هامليتس Tower Hamlets  وقد ذهبن إلى سوريا للانضمام إلى الدولة الإسلامية. وعلى الأقل واحدة من هؤلاء الفتيات قامت باستخدام جواز سفر أختها الكبيرة للسفر. لذا نعم لقد رأينا بعض الحالات حيث يغادر الناس المملكة المتحدة للذهاب إلى سوريا والانضمام إلى الدولة الاسلامية مستخدمين اجوزة سفر خاصة بأفراد آخرين من العائلة".

حصري: شاهدوا أجوزة السفر التي سرقها داعش من مواطنين غربيينالقسمُ الآخرُ من وثائقِ السفر التي حصلت قناةُ الآن عليها مزورةٌ. على سبيل المثال، هذا الجوازُ الهولندي. انظروا جيدًا الى اسم المدينة المذكورِ خطًأ هنا. الاسمُ الصحيحُ هو اينسخدي ما يعني أن الحرفَ c ليس مكتوبا.

مصادرُنا تقولُ إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من العثور على كثيرٍ  من وثائقِ السفر في مقارِّ داعش بعد الهجومِ عليها، وهم على يقينٍ بأن آلافًا من أجوزةِ السفر المسروقة لا تزالُ في يد التنظيم. وهذا خطرٌ أمنيٌ كبيرٌ خاصةً إن تمكن أفرادُ داعش من استخدامِ هذه الوثائقِ والتنقلِ متنكرين بحريةٍ في أنحاءِ العالم.