أخبار الآن |  الرقة – سوريا – (ورد العلي)

أمُّ فيصل هي زوجةٌ لأحد المعتقلين لدى تنظيم "داعش" منذ ما يقارب العام والنصف، لها أربعةُ أطفالٍ، تكفَّلت بتربيتهم بمفردها في ظل غياب الزوج، كان لها منزل في المدينة لم تمكث فيه هي وزوجها سوى ثلاثة أشهر، وعند اعتقال زوجها، اصطحبت أطفالها وعادت بهم إلى القرية حيث عائلتها وعائلة زوجها.

تروي أمُّ فيصل تفاصيل الحادثة التي حصلت معها لـ"أخبار الآن" فتقول: "اقترحت عليَّ والدة زوجي أن أضع مستأجرين في المنزل حتى أستطيع أن أوفّر جزءًا من مصروف أطفالي الأربعة، بعد إنهاء خدماتي من سلك التعليم وإيقاف راتبي، رحبت بالفكرة، ووافقت على الفور وطلبت من أحد إخوتي تولّي ذلك الموضوع فنزل إلى المدينة وعرض المنزل للإيجار وتم تأجيره ودفع له صاحب المكتب ثلاثة أشهر مقدماً".

وتضيف: "بعد مضي الأشهر الثلاثة، نزلت إلى المدينة لأتفقّدَ وضع البيت وأخذ الأجرة الشهريّة الجديدة المتفق عليها، لكن لا أنا ولا أخي كنّا نعرف من يقيم في المنزل! إذ إنًّ الأمر تمَّ عن طريق صاحب المكتب الذي أخبر أخي أن المستأجرين ليسوا موجودين حالياً، وسيأتون لاستلام المنزل بعد يومين فوافق أخي على تكليف صاحب المكتب بالمهمة رغبة منه في العودة إلى القرية في أقرب وقت".

تكملُ أمًّ فيصل قصتها، وتردف: "قصدتُ المنزل وطرقتُ الباب لتفتحَ لي امرأة خمنّتُ أنّها سعودية الجنسية من لهجتها فأخبرتها بأنني صاحبةُ المنزل، وجئت لتفقده ولأخذ أجرة الشهر الجديد فلمْ تردَّ عليَّ بشيءٍ وتجاهلتني".

تقول أم فيصل: "دخلت المرأة إلى المنزل لتخبَر زوجها بذلك، فخرج الرجلُ يحملُ سلاحه ويرفعه في وجهي، وقام بطردي، وأخبرني بأنّهُ في صفوف تنظيم داعش"، وأن هذا المنزل صار غنيمة، أفاء الله بها عليه، وأنّ البيت صُودر من قبل التنظيم، لأنهم علموا بأن زوجي ناشط وأنه يقبعُ في سجونهم وبالتالي لا حق لي عندهم!".

ويعمد تنظيم داعش إلى الاستيلاء على منازل السوريين الذين فروا من مناطق سيطرة التنظيم جراء سياسة القتل والترويع والتخويف التي يتنهجها داعش بحق المدنيين، معتبرين هؤلاء المدنيين "كفاراً"، ويحللون مصادرة منازلهم وممتلكاتهم".

وتتابع أم فيصل، بالقول: "أخبرتهم أني فُصلت من عملي بسبب معارضتي النظام، وإنّ زوجي لديهم منذ عام ونصف، ولديَّ أربعةُ أطفال مسؤولةٌ عن مصروفهم، ولا مورد عندي لإعالتهم سوى هذا البيت، فكان ردّهُ بتلقيم سلاحه وإشهاره في وجهي، وأعطاني مهلة دقيقة واحدة للانصراف من أمامه صارخاً بأنّني لو كنْتُ امرأةً صالحة لما تزوجت من ناشطٍ يطالبُ بدولةٍ مدنيّة ويقفُ في وجه التنظيم".

وتنهي أمُّ فيصل قصتها، وتقول: "لم يكنْ باستطاعتي أن أقفُ في وجه السلاح فعدت لقريتي خائبة مطرودةً من منزلي ومنزل أطفالي الذي احتلهُ "الدواعش"، ولا أعلمُ أيضاً مصيرَ زوجي المعتقل لديهم منذ سنة ونصف".