أخبار الآن | ريف حماه – سوريا – (مصطفى جمعة) 

لم يكتفِ النظامُ بقتلِ وحصار وِتهجير ِالمدنيين في سوريا على مدى السنوات الأربع الماضية، فلجأ إلى قطع ِأرزاقِهم وإتلافِ المحاصيل الزراعية في مناطقَ مختلفة وحرقِها عبرَ قصفِ الأراضي الزراعية بالقنابلِ الحرارية والمدفعيةِ الثقيلة. مراسلنا مصطفى جمعة من ريف حماه، والتفاصيل في تقريره التالي. 

مساحات كبيرة من حقول القمح في ريف حماه, أصبحت عرضةً للإحتراق بفعل قصف النظام المدفعي عليها في الآونة الأخيرة
يتزامن هذا القصف مع بداية إستحصاد الحبوب و على رأسها القمح, ويستهدف مناطق مختلفة من ريف حماه, منها كفرزيتا واللطامنة وقرى سهل الغاب..

فتقصد النظام بإفتعال الحرائق في حقول القمح, جعل المزارعين يستعجلون بإستحصاد مواسمهم, خوفاً من أن تلاقي مصير الإحتراق, فالإستعجال الذي سيقلل من جودة و كمية المحصول, يعتبر العمل الأنسب في ظروف قسرية..

مازن خليل – سائق حصادة: "الحمد لله هذا الموسم يبدو خيراً, بسبب الأمطار والخيرات, لكن الناس تقوم باستحصاد الموسم ولا زال القمح أخضراً, لان النظام يقصف الحقول ويتسبب بحرائق, والناس تخشى على محاصيلها من الحرائق."

الكثير من مزارعي ريفي حماه لجؤوا لطرق متنوعة للحفاظ على المحصول, الذي يشكل المصدر الرئيس للدخل عند الغالبية, لكن ما يقف عقبةً في وجههم, عجز مؤسسات المعارضة عن إستلام كامل الكمية التي ستعرض في السوق, أمرٌ يراه مالكو هذه الأراضي أن البحث عن حل له, من الاولويات التي يتوجب على الحكومة المؤقتة القيام بها..

عدنان بكور – مزارع: "القمح مواسمه هذا العام جيدة جداً, لكن نحن نجني الموسم و لا ندري أين سنذهب بالمحاصيل, أنسلمها للإئتلاف أم النظام؟, الناس يتوجب عليها دفع الديون المترتبة, وهي تخاف من الحرائق التي يتعمد النظام إفتعالها."

عبد الباسط – مزارع: "هنالك صوامع كثيرة في المناطق المحررة, لماذا لا يقوم الإئتلاف بإستغلالها وإستلام هذه الحبوب من الفلاحين؟, أليس أفضل من أن نسلم القمح للنظام الذي سيبتاع فيها سلاح لقتلنا؟ ماذا سيفعل أصاب الحبوب؟"

ويبقى تعويل الكثير من المزارعين على إيجاد طريقة لتصريف محاصيلهم, التي يجدون فيها تعويضاً لخسائر السنوات الماضية, إلا أنهم لا يخفون خوفهم من الحرائق, التي يتعمد النظام إفتعالها, غير آبه بمصير المحاصيل إن لم يتسلمها…

خلال سنوات الثورة المنقضية, لم تلقى زراعة القمح أي إهتمام أو رعاية تذكر, حالها كحال الكثير من الحبوب على إختلافها, لكن الموسم الحالي يبدو مبشراً بخيرات وافرة, يحاول المزارعون الحفاظ عليها بكل ما أوتوا من قوة ووسائل.