أخبار الآن | طهران – إيران – (حامي حامدي) 

في السنوات الأخيرة شهدت أسعارُ البنزين في إيران ازديادًا واضحًا ومتواصلاً ، لكنَّ سعرَ البنزين في إيران لا يزالُ من أرخص الأسعارِ في العالم. وبالرَّغم من أن الإيرانيين عادةً يتكيفونَ بسرعة مع تزايد الأسعار من دون أيِّ تغييرٍ واضحٍ في عاداتهم الاستهلاكية، إلا أنهم يتوقعون منذ سنتين تحسنَ الوضعِ الاقتصادي الذي وعدهم به الرئيس روحاني، مع ذلك فان الزيادة كما يقول المواطنون الإيرانيون ستؤدي إلى ازدياد التضخم وغلاءِ الأسعار مجددًا الأمر الذي يتناقض مع وعود الحكومة. بعد إعلان زيادة أسعار البنزين ذهب مراسلُنا في طهران لاستقصاء آراءِ المواطنين ووجهاتِ نظرهم. لنشاهد معًا وجهاتِ نظرِ المواطنين في هذا الشأن. نتابع

يرى  مواطنون ايرانييون عن اعلان الحكومة لرفع اسعار البنزين الذي اقرته الحكومة الإيرانية بأنه سيؤثر في ارتفاع النقل وأسعارِ السلع  , فـــعندما يستوردون السلعَ من طريق بندر عباس ، ويأتون بها إلى السوق ، وعندما يزدادُ سعرُ الوَقود فهذا يعني ازديادَ سعر النقل مئةً في المئة ما يؤثرُ في سعر البضائع. نطالبُ الحكومةَ بمتابعة شؤونِ الشباب لأن ارتفاعَ الأسعار يمنعُ الشبابَ من الزواج ويزيدُ الفسادَ في البلد. 

و يتحدث آخرون أن  وضعُ النقلِ العام  سيضرب ، وهذا سيؤثرُ في الأشياء الأخرى،لأن ارتفاعَ سعرِ الوقود يرفعُ سعرَ البضائعِ التي تأتي من المدن الأخرى. إذا استمر الوضعُ على هذا الحال فسوف يزدادُ التضخم لأن ارتفاعَ سعرِ البنزين ليس من القضايا التي يمكنُ أن نهملَها ببساطة.

1- مواطن إيراني و هو  أستاذ في جامعة طهران:
"التضخمُ من الأمور التي توجِّهُ كثيرًا من الضربات إلى المجتمع الإيراني،  خاصةً للأشخاص الذين يتقاضون راوتبَ ثابتةً ، وارتفاعُ سعر البنزين سوف يعود بالضرر على المجتمع ، وسوف يؤدي إلى تراجع القدرة الشرائية للناس  لأن قرابةَ ثلاثةَ عشَرَ مليونَ سيارة تسيرُ في الشوارع ، وهذا العملُ غيرُ صحيح ، ولا يساعد على تحسين معايير المعيشة للإيرانيين. لقد ارتفع سعرُ البنزين خلال السنواتِ الأخيرة من مئة تومان إلى ألفِ تومان لكل ليتر وهذه زيادةٌ كبيرةٌ في السعر وليس البنزينُ وحدَه بل إن التضخمَ وغلاءَ المعيشة يضرانِ يؤثرانِ في القدرة الشرائية للناس ما يجبرُهم على العمل في دوامين أو ثلاثة! يقولون إن التضخمَ يتراجعُ وهذا غيرُ صحيح لأن سعرَ الدولار ارتفع من ألف تومان إلى ما يقاربُ أربعةَ آلافِ تومان كما أن لترَ البنزين كان بمئة تومان فأصبح الآن بألفِ تومان ، وتحمُّلُ هذه الأمور صعبٌ على كلِّ إيراني، خاصة أن زيادةَ الرواتب ليست بكبيرةٍ فهي تبلغُ حوالَي سبعةَ عشَرَ في المئة لكنَّ التضخمَ يبلغ عدةَ أضعاف وهذا الأمرُ يوجهُ ضربةً قوية للقدرة الشرائية ويؤدي إلى انخفاض معاييرِ المعيشة."

2- مواطنة إيرانية:
"فعندما تزيدُ الحكومةُ أسعارَ السلع المرتبطة بدخلِها فسوف يؤثرُ ذلك في أسعارِ الأشياء الأخرى ما يؤدي إلى غلاء الأسعار. منذ أن أصبح السيد روحاني رئيسًا للجمهورية فقد ساءَ الوضعُ أكثرَ، لقد فرحنا عندما جاء السيد روحاني وقلنا لأنفسنا سوف تغدو الأمورُ أفضلَ في البلد ولكنَّ الأمرَ ليس كذلك فقد ساءتِ الأوضاعُ أكثرَ ، خاصةً سعرَ الخبز الذي ازداد مع زيادة سعرِ البنزين وهو من الموادِّ التي نستهلكُها كلَّ يومٍ ، ويجبُ أن لا يصبحَ سعرُه هكذا. هذه القضايا مهمةٌ جدًا ، وارتفاعُ سعر البنزين على الرَّغم من إعلانهِ منذ ساعات ، أثرَ كثيرًا في جميع الأسعار ، وقد ارتفع سعرُ كلِّ شيء وكلما قلنا شيئًا يقولون إن سعرَ البنزين ارتفع ويجبُ علينا أن نرفعَ الأسعارَ لكي لا نخسرَ ، خاصةً الكَسَبَةَ منهم .
إن ما يقالُ من أن التضخمَ أصبحَ ثابتا أمرٌ غيرُ صحيح فهو يرتفعُ يومًا بعد يوم، وأنا بصفتي ربةَ منزلٍ ولست سياسيةً ألمسُ ذلك وأعرفُ ذلك من خلال أسعارِ الخبز والجبن واللبن التي أشتريها ، فأرى أن أسعارَ هذه المواد ترتفعُ باستمرار. أرجو من المسؤولين أن لا يكذبوا فنحن نعرفُ الأوضاع جيدًا."

3- مواطن إيراني:
"من الواضح أن ارتفاعَ أسعارِ الوَقود لا يشملُ البنزين وحدَه فحسْب ، فسوف يؤثرُ في أسعار السلع الأخرى بما في ذلك تعرفةُ النقل والخِدْماتِ ولهذا السببِ فأنا غيرُ راضٍ عن هذه الأوضاع لأن الأسعارَ تزدادُ دائمًا ، والوضعُ المعيشيُ يغدو أصعبَ فأصعب،  كما أن الدخلَ منخفض."

سائقو التاكسي

1- سائق تكسي:
"ارتفاعُ سعرِ البنزين يرفعُ سعرَ جميعِ السلع الأخرى ، والأسعارُ ترتفعُ تصاعديا . هذا الأمرُ أدى إلى تضخمٍ بعشرات الأضعافِ وآلافِ الأضعاف ما سببَ لنا العجزَ نحن سائقي التكسي. فما هو التضخمُ الذي أوقفتْهُ الحكومة!!
لو أنهم يسددون لنا الأسعارَ التي وافقوا عليها فلن يؤثرُ ارتفاعُ سعرِ البنزين كثيرًا في أسعار السلع الأخرى، ولكنهم أضافوا هذه السنةَ ثلاثةً وعشرين في المئة والسنةَ الماضية ثمانيةَ عشَرَ في المئة ، وهذا يفوق قدرتي ودخلي ، ولا يتناسبُ معهما أبدًا ، ونصبح مضطرين في هذه الحالة إلى العمل ساعاتٍ أكثرَ لكي يزيدَ دخلُنا ونتمكنَ من الشراء."

2- سائق تاكسي:
"ارتفاعُ سعرِ البنزين لا يؤثرُ فينا  فقط بل يؤثرُ في الجميع، فنحن الآن عندما نريدُ إصلاحَ السيارة نرى ارتفاعَ الأسعار كما أن ارتفاعَ الأسعار يؤثرُ في  برنامج عملنا كثيرًا ، خاصةً فيما يتعلقُ بنزاع الركاب مع السائقين ومشاكلِ الناس وكثيرٍ من المشاكل الأخرى.
دخلُنا لا يتناسبُ مع ارتفاع الأسعار فنحن نشتري في اليومِ ثلاثين لترًا من البنزين ، وارتفاعُ سعرِ البنزين سيؤثرُ في  دخلنا، فكم هو دخلُنا وكم يمكنُنا أن نعملَ لكي نعوضَ ارتفاعَ الأسعار؟!!"

3- سائق تاكسي:
"ارتفاعُ سعر البنزين (والغازوئيل) سببٌ في كثير من المشاكل للمستهلك. الآن وبعد أن مضت ثلاثةُ أشهرٍ من العام الجديد  كبَّدنا ارتفاعُ سعر البنزين مع بداية العام كثيرًا من النفقات نحن سائقي التكسي لأننا غيرُ قادرين على مطالبة الركاب بدفع أجرةٍ أكثرَ لتعويض ارتفاع الأسعار بينما يرتبطُ وضعُنا بالركاب مباشرةً وهم وحدَهم القادرون على مساعدتنا بزيادة التعرفةِ لأن الحكومةَ لن تساعدنا ونقابةَ سائقي التكسي لن تساعدَنا بأيِّ شكلٍ من الأشكال بل تفرضُ علينا بعضَ النفقات كلَّ سنة ولا نعرف الآن إلى أين نلجأُ وكيف نستطيعُ أن نتحملَ نفقات المعيشة. أسعارُ قطعِ الغيار حرةٌ والتكاليفُ التي نتحملُها تحتسبُ بالسعر الحر والأجرةُ التي نأخذها من الركاب  قليلةٌ مقارنةً بنفقاتنا فأنا على سبيل المثال أتحركُ بالسيارة لمسافة خمسةَ عشَرَ كيلومترًا بأربعة ركابٍ يدفعون لي أحدَ عشَرَ ألفَ تومان أي ما يقلُّ عن أربعة دولارات وهذا الأمرُ ليس كذلك في أيِّ مكانٍ من العالم".

4- سائق تكسي:
"زيادةُ سعرِ البنزين تؤثرُ في كلِّ شيء! إذا ارتفع سعرُ البنزين فسوف يرتفعُ سعرُ الحمص والفاصولياء وإيجاراتُ المنازل، سوف يرتفعُ سعرُ كلِّ شيء".

5- سائق تاكسي:
"ارتفاعُ سعر البنزين يؤثرُ فينا نحن سائقي الأجرة كثيرًا ، منذ أن كان سعرُ اللتر سبعَمئةِ تومان ، فكيف يكونُ حالُنا  وقد أصبح سعرُه الآن ألفَ تومان؟! عندما كانت الحكومةُ تدعم البنزين كنا نحصُلُ على تسعِمئةِ لترٍ من البنزين المدعوم في الشهر ومع مرورِ الزمن أصبحت هذه الكميةُ ثلاثَمئةِ لترٍ في الشهر. سيارةُ الأجرة تستهلكُ في طهران بين عشرين وخمسةٍ وعشرين لترًا من البنزين كلَّ يوم ولا تدعمُ الحكومةُ منها سوى عشَرةِ لترات!! ونُضطرُ إلى شراء خمسةَ عشَرَ لترًا بالسعر الحر الذي أصبح الآن ألفَ تومان. أي أنه يجبُ علي أن أسددَ خمسةً وعشرين ألفَ تومان لشراء البنزين كلَّ يوم. إن ارتفاعَ أجورِ التكسي يبلغُ عشرين في المئةِ كلَّ سنةٍ لكنَّ ارتفاعَ سعر البنزين بلغ أربعين في المئة أو أكثرَ ، وهذا الارتفاعُ في السعر يؤثرُ في كلِّ شيء وليس فقط في سعر البنزين بل في قطع الغيار وإصلاح السيارات وكلِّ شيء، فإذا ذهبتَ الآن لشراء قطع غيارٍ للسيارة فسوف ترى كم بلغ ارتفاعُ الأسعار!! إذا ذهبتَ إلى محل إصلاح السيارات فسوف ترى ارتفاعَ الأسعار لأن ارتفاعَ سعر البنزين يؤثرُ في كل شيء وكذلك الأمرُ للمواد العذائية ، التي سترتفعُ أسعارها أيضا".

من الرياض د.محمد السلمي  الخبير في الشؤون الايراني