أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (بي بي سي)

أجرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي تحقيقا حول مجريات الحياة في مدينة الموصل العراقية بعد مرور عام على سقوطها في يد تنظيم داعش. 

وأظهر التحقيق أن التنظيم يسيطر على معظم مناحي الحياة فيها من اللباس وحتى المدارس التي يقول السكان انها تستخدم لتلقين الاطفال أفكار التنظيم. ويشير التحقيق إلى أن التنظيم  قام بقطع اشارات الهواتف المحمولة والتحكم في الاعلام، ومارس الاضطهاد بحق الاقليات التي تسكن في المدينة

 فوضى وقتل وتهجير ونقص شديد في الكهرباء والاغذية وانعدام الحريات والعيش في خوف وقلق شديدين ومستقبل مجهول هذا ما بدت عليه مدينة الموصل كبرى مدن الشمال العراقي بعد سنة من سيطرة تنظيم داعش الارهابي عليها.

مدينة الموصل تقع على بعد 400 كيلومتر شمالي العاصمة بغداد سقطت في يد تنظيم داعش بعد قتال استمر لبضعة أيام في شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي و بعد نزوح 500 ألف شخص من الموصل وضواحيها عقب سيطرة داعش تواجه الموصل الآن أزمة إنسانية و إقتصادية 
و اليوم و بعد مرورو سنة على  سيطرة داعش على الموصول نشرت ال بي بي سي تحيقيا يكشف الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان الموصل و الافعال الإرهابية التي يرتكبها التنظيم بحق المدينة و السكان.

إذ أشارت ال بي بي سي في بداية التحقيق أن سيطرة تنظيم داعش على الموصل أحدث تغييرا ضخما في حياة السكان بالأخص الطلاب الذين تخلو عن دراستهم  بسبب الأحوال المالية السيئة التي يواجهونها بلإضافة ان التنظيم يمنع النساء من التعليم او العمل إلا كمعلمات للفتيات.

إذ شرح أحد المواطنين لل بي بي سي وضع سكان في الموصل بقوله أن من كان  يعمل  بالجيش ومن كان يعمل برواتب يومية لم يعد لديه أي مصدر دخل فليس هناك من وظائف أما الأثرياء فهم يعيشون على مدخراتهم. كذلك فإن رواتب اصحاب الوظائف تكفيهم بالكاد. أما الفقراء فليس لهم غير رحمة الله".

لكن يبدو أن حتى الرحمة تكاد تكون شحيحة في تحت حكم تنظيم داعش فهناك أحكام سريعة وقاسية لمن يتحدون قوانين التنظيم .
إذ ان التنظيم يأخذ ربع رواتب السكان كمساهمة في إعادة بناء المدينة و لا يستطيع السكان رفض الدفع و إلا ستطبق عليهم عقوبات قاسية إلى ان أصبح الإلتحاق بتظيم داعش السبيل الوحيد للمعدمين لتجنب شبح الحاجة و ذلك ان أغلب العائلات غير قادرة على تحمل نفقات الحياة وليس هناك من يساعدهم لذلك التحقوا بداعش من أجل المال |إذ تعد هذه ظاهرة خطيرة لأنها ستدعم من قوة تنظيم داعش و ستجلعه يمتدد في نفوذه .
أما نساء الموصل فأراد الله أن تخلق من ضلع آدم و ان تعيش لأجله هكذا ينظر للمرأة في أدبيات تنظيم داعش و هو ما إنعكس على احوال النساء إذ  يفرض على المرأة  التي ترغب في الخروج من منزلها أن ترتدي النقاب وأن تغطي يدها بالقفاز وأن تكون بصحبة أحد من محارمها الذكور، وهو ما دفع العديد من النساء إلى تفضيل البقاء في المنزل طيلة الوقت .

التحول في نمط الحياة في الموصل ألقى بظلاله على القوانين والعقوبات و بحسب ما نشرت  ال بي بي سي أن تنظيم داعش اخذ في تطبيق قوانين الخلافة منذ سيطرته على الموصل إذ ان أخف عقوبة لدى داعش هي الجلد والتي يتم تطبيقها بحق من يقومون بأفعال مثل التدخين. وعقوبة السارق هي بتر اليد أما الزاني الرجل فيلقى من فوق سطح مرتفع أما النساء فيتم رجمهن. ويتم تنفيذ العقوبات علنا بهدف ردع السكان الذين يتم اجبارهم على الحضور والمشاهدة

الموصل التي كان يسكن بها ما يقرب من مليون شخص تعاني الآن من شح الموارد وقلة الوظائف وتزايد نطاق العقوبات القاسية والعلنية. كذلك فإن التواصل بين سكان المدينة والعالم الخارجي أمسى في غاية الصعوبة كما يحمل الكثير من الاخطار. وعلى الرغم من مرور سنة على سيطرة داعش على الموصل فإن الخوف لا يزال يسيطر على سكان المدينة|.