أخبار الآن | مدينة التل – ريف دمشق – سوريا (سوزان أحمد)

يستمر النظام في محاولاته باستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة سلاحا لترويع المدنيين وقتل عدد كبير من الناس، كان آخرها إرسال مزيد من المفخخات إلى مدينة التل بريف دمشق والتي قتل بفعلها اليوم إمام جامع التل الكبير سيلمان الأفندي أثناء صلاة الجمعة، كما أودت هذه المفخخات بحياة العشرات من المدنيين أثناء تأدية صلاة التراويح في رمضان.

عمد النظام إلى هذه السياسة التدميرية لإيصال رسالته للمؤيدين والمعارضين في ظل تراجع قدرته العسكرية القادرة على حسم الأمور لصالحه، محاولا كسب التعاطف والتأييد، وإخافة الأقليات، وتشويه الثورة وإعادة بعض المناطق لسلطته.

"كنت أقف في الساحة العامة عندما سمعت صوت انفجار قوي" يقول الناشط الإعلامي أحمد البيانوني ويتابع "اندفعت تلقائياً اتجاه مصدر الصوت لأجد أن الانفجار وقع في مسجد بيدر السلطاني الذي يبعد عني قرابة 300 متر."

ويمضي في حديثه لأخبار الآن واصفاً ما رأى أمام المسجد "كانت الجثث ملقاة على الأرض متفحمة تماماً، والناس قد تجمعت في هلع وفوضى كبيرة. لا أستطيع نسيان شكل نصف الجسد الذي طار من قوة الانفجار وعلق على عامود الكهرباء."

ويؤكد البيانوني أن المتفجرات التي وجدوها بسيارة أخرى كانت معدة للانفجار أمام مسجد آخر بنفس الوقت هي مواد غير متوفرة في داخل المدينة التي تحيط بها حواجز النظام من كل جهة، ولا يدخل شيء إلا بموافقة عناصر النظام ومعرفتهم. علماً أن هذا هو التفجير الثالث الذي يقع في المدينة خلال أربعة أشهر. فقد سبقه انفجار سيارتين مفخختين سابقاً في أحياء سكنية موديا بحياة العشرات من المدنيين.

"اعتقل عدد من الشباب الذين تم إسعافهم إلى أحد مشافي دمشق الحكومية لعدم قدرة المشفى الوحيد في المدينة على إسعاف كافة المصابين." يقول البيانوني بحرقة، ويستأنف "يقتلوننا ويدمرون بيوتنا ويعتقلون جرحانا!"

يلاحظ أن سياسة استخدام المفخخات تزدهر وتخبو وفق الحاجة، فقد سجلت عدة انفجارات في مناطق موالية للنظام عندما شهدت بداية حراك مناوئ ثم خبت لتعود للظهور مؤخراً في المناطق التي يحاول النظام إخضاعها لهدن مجحفة الشروط.

وتحدثنا المدونة وئام الشاهر "لم نستطع معرفة عدد الضحايا بدقة، فالأشلاء كانت كثيرة وبعض الجثث تفحمت كلياً. ولم تستطع المشفى الوحيدة العاملة في المدينة إسعاف الكثير من الحالات، واستنجدت بالأهالي للتبرع بالدم وجلب أي دواء مخزن لديهم في المنازل."

وتضيف الشاهر في حديثها لأخبار الآن أن ما يُعلن هو جزء بسيط من حقيقة ما يعانيه الناس "فالمدينة التي يسكنها نحو مليون شخص، تعاني شحاً بالمواد الطبية ونقصاً بطواقم الإسعاف والأطباء المختصين بإنقاذ حياة المصابين."

يشار إلى أن المنظمات الحقوقية وثقت مئات القتلى من المدنيين بمفخخات استهدفت أحياء سكنية في مختلف مناطق سورية منذ بداية الثورة، ولم ينته مسلسل المفخخات بعد.