أخبار الآن | حلب – سوريا – (محمد وسام)

لم يكن الإعلان عن اندماج عدة فصائل عسكرية في حلب أمرا اعتياديا هذه المرة، فما لبثت هذه الفصائل أن نشرت بيان اندماجها في غرفة عسكرية واحدة، حتى اندلعت المعارك على عدد من الجبهات المهمة في المدينة، وانتهت المرحلة الأولى من المعركة بإعلان الثوار سيطرتهم الكاملة على معسكر البحوث العلمية في منطقة حلب الجديدة الحدث الذي أعطى صدى واسعا لمعركة فتح حلب وأظهر مدى تحضير الكتائب المقاتلة للهجوم على ثكنات النظام، وذلك لما لهذا المعسكر من أهمية كبيرة في معركة السيطرة على المدينة فهو بوابة للدخول إلى أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام من الجهة الغربية.

مع ساعات المساء الأولى من يوم أمس الخميس الثاني من تموز يوليو، أصدرت عدة فصائل بيانا اعلنت فيه تنسيق عملهم العسكري في غرفة عمليات واحدة تحت مسمى "أنصار الشريعة".

هي الغرفة المشتركة الثالثة التي يتم إعلانها بحلب منذ نيسان / إبريل الماضي كان قبلها غرفتي "فتح حلب وعزة حلب" وقد اشتركت الغرف الثلاث التي ضمت كل واحدة منها أكثر من سبعة فصائل وألوية من مختلف التوجهات في الأهداف العسكرية والمدنية أيضا.

عقب الإعلان مباشرة كانت أصوات الانفجارات والاشتباكات مسموعة في كافة أرجاء مدينة حلب، حيث شن الثوار هجوما واسعا على أكثر من محور في محيط منطقة جمعية الزهراء وحي حلب الجديدة من محور معسكر "البحوث العلمية".

وقد أعلن الثوار بسط نفوهم في المعركة، ونشرت غرفة عمليات "فتح حلب" تسجيلات مصورة تظهر استهداف نقاط تمركز النظام بالأسلحة الثقيلة والدبابات، فيما ردت قوات النظام باستهداف عدة أحياء في حلب بينها المشهد وبستان القصر بصواريخ طراز "فيل"، واستمرت المعارك المشتعلة بين الطرفين حتى ساعات الصباح الأولى.

تبدو استعدادات الثوار واضحة هذه المرة لمعركة كبيرة تهدف لإيجاد ثغرة كبيرة لفتح حلب من جهتها الغربية، فقد كانت الاشتباكات محتدمة على أكثر من نقطة في آن واحد فيما حاول النظام وقف زحف مقاتلي الثوار عبر استخدامه للطيران الحربي وصواريخ الفيل بشكل مكثف، بيد أن الثوار أعلنوا أن كفة المعركة مالت إليهم وبثوا تسجيلات مصورة تظهر تقدم مقاتليهم إلى مواقع جديدة في منطقة الزهراء منها كتلة "بيوت مهنا" القريبة والمطلة جزئيا على كتيبة المدفعية أحد أبرز ثكنات جيش النظام في المنطقة.

ناشطون إعلاميون رأوا ضرورة توحد القوى العسكرية في إطار غرفة عمليات واحدة، وأطلقوا حملة "أنا_المواطن" للمطالبة بذلك فعلا، بينما رأى آخرون ومن خلال مشاهدة أحداث اليوم أنه لا مشكلة في وجود أكثر من غرفة عمليات طالما أن التنسيق العسكري موجود "، وفي تحرير حلب فليتنافس المتنافسون "يقول أحدهم معلقا ومتفائلا بتعاون غرف العمليات العسكرية للثوار لتحرير ما تبقى من المدينة.