أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار) 

منذ أن أعلن تنظيم داعش عن وجوده في ليبيا و ملامح خطر تقسيم المجتمع، تلوح في الأفق. تدهور الأمنِ وحالة الفوضى المستشريةِ صَنَعت للتنظيمِ مَناخاً خصباً لبسط نفوذه وتحقيق أهدافه الرامية إلى تأليب الليبيين بعضَهم على بعض، وخلق بيئةٍ تؤجج الصراعات والفتن بين المواطنين والقبائل. تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي. 

العاصمة طرابلس , سرت , مصراتة , درنة وبنغازي أهم مدن الصراع الداخلي الليبي منذ إزاحة نظام معمر القذافي حتى هذا اليوم. طبيعة المواجهات في هذه المدن التي قسمت البلاد وأججت الصراع استغلها  تنظيم داعش ليتمكن من تثبيت مواطئ قدم شاسعة على مستوى مدن باكملها بعد أن غرر بالشباب المتطرف والعاطل عن العمل وبأولئك الذين فقدوا مراكز نفوذهم التي كانوا يتمتعون بها إبان حكم القذافي.

الصراع في ليبيا وبعد أن كان مقتصرا على ميليشيات ومجاميع مسلحة تسعى لبسط سيطرتها على خلفية الفراغ الذي تسبب به الانتقال الدامي للسلطة في البلاد , يتقدم هذا الصراع اليوم تنظيم داعش الذي أخذ يؤلب الليبيين بعضهم على بعض سعيا وراء خلق الفتن بين المواطنين ثم القبائل.

ظهور داعش وسيطرته على مدينة سرت وهزيمته لقوات مصراتة المنضوية تحت حلف المؤتمر الوطني إضافة لفتحهِ معارك في مدينة درنة ضد مسلحين يتبعون مجلس شورى ثوار بنغازي, ظهور هذا التنظيم ساهم بتناسي الدول الفاعلة في ليبيا لخلافاتها حول كيفية إدارة الأزمة في هذا البلد والسعي لمنع داعش من إعلان ولايات له على غرار ما حصل في العراق لاسيما في ليبيا الغربية حيث يتمتع بنفوذ مهم هناك.

يأتي ذلك بينما لا تزال مواجهة الفرقاء الليبيين لتنظيم داعش لا ترتقي لمستوى الخطر الذي يمثله داعش اذ لكل من هؤلاء الفرقاء أهداف تتعلق بمحاولتهم الاحتفاظ بنفوذهم, وهو الامر الذي دفع جهات سياسية وجماعات مسلحة منضوية في حلف المؤتمر الوطني الليبي خاصة في مدينة مصراتة الى ممارسة الضغط على حكومة الانقاذ الوطني لتغيير بوصلة الخصومة في الصراع والتركيز أكثر على الجبهة الغربية ومحاربة داعش بدل الاستمرار في محاربة كتائب الزنتان.

وفي الوقت الذي بدأ المؤتمر الوطني العام المعترف به دوليا وحكومة الانقاذ الوطنية يدركان أن شرعيتهما لا تكفي لبسط سيطرتهما على البلاد في ضوء القدرة العسكرية التي أظهرتها قوات "فجر ليبيا" , الا ان المعركة الأخيرة بين داعش ومجلس شورى ثوار درنة شهدت تدخل طائرات حكومية ضد التنظيم ما يشير الى وحدة العداوة مع التنظيم لدى طرفي الصراع.

أما على المستوى الشعبي فان خطر تنظيم داعش آخذ بتهديد المجتمع الليبي المتسم بالطابع القبلي إذ تسببت المواجهات التي وقعت بين العشائر وافراد التنظيم من جهة والاشتباكات بين مجاميع الثوار في مدن زنتان وبنغازي ومصراتة ودرنة وسرت من جهة اخرى تسببت بإنتشار حالات الثأر والانتقام بين كبرى القبائل بسبب إنتماء بعض مواطني هذه المدن لداعش واتهامهم بتصفية أبناء بعض هذه القبائل وهو ما حدث في مدن الموصل وديالى وصلاح الدين والانبار العراقية حتى جاء إنعقاد مؤتمر القبائل الليبية في القاهرة مستهدفاً رأب الصدع وتوحيد هذه القبائل ضد تنظيم داعش.