أخبار الآن | طهران – إيران – (الغارديان)

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن العديد من الإيرانيين يأملون فى أن يؤدى إبرام الاتفاق النووى مع الغرب، إلى تغيير وضع الاقتصاد الإيرانى، وربما النظام السياسى المعقد فى إيران. 

ويشكك عدد قليل من الإيرانيين فى إمكانية التوصل إلى اتفاق، وتخفيف العقوبات عن البلاد، مما سيمثل حقبة جديدة من العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب بعد 36 عاما من إطاحة الخمينى بالشاه مما هز منطقة الشرق الأوسط. 

ونقلت الصحيفة عن ساديج زيباكلام وهو أكاديمى وأحد الإصلاحيين البارزين، قوله إنه بعد سنوات سينظر الشعب الإيرانى إلى هذه الاتفاقية على أنها لحظة فارقة فى التاريخ الإيرانى الحديث، حيث تقول إيران فى هذه اللحظة :"حسنا ، سوف نثق بالغرب". 

وأضاف زيباكلام:" إذا توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة " الشيطان الأكبر"، بشأن موضوع انقسمنا بشأنه لأكثر من عقد، فإن هذا سيمثل تحولا هائلا. 

وقالت الصحيفة البريطانية، إن الاتفاق الوشيك يبدو انتصار للرئيس الإيرانى حسن روحانى، الذى انتخب قبل عامين بعد الرئيس أحمدى نجاد الذى أوجد حالة من الانقسام بعد نهب الخزائن الحكومية، وإغضاب العالم مع إنكاره للهولوكوست، ومع ذلك فإن الجميع يعلم أن روحانى ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، يجب ان يحصلوا على مباركة على خامئنى، وان النظام بحاجة بالغة لهذة الاتفاقية.

وقالت الصحيفة البريطانة إن المعارضين للاتفاق يحذرون من تأثيرات بعيدة المدى للاتفاق، حيث يقول فؤاد إزادى، الأستاذ بجامعة طهران والذى يعرف نفسه بأنه متشدد إن قطاع من النخبة السياسية والمثقفين يرون أن إيران بحاجة إلى علاقات أوثق مع الغرب رغم اعتقاد الغرب بأن ثورة 1979 يجب أن تنتهى. 

وأضاف إزادى:" إنهم يؤمنون بما أرساه هنرى كيسنجر ..أن إيران تحتاج إلى أن تكون دولة لا قضية، ولكن إذا انتهك الاتفاق مبادئنا سيكون هناك رد فعل عنيف، ليس فقط من جانب رجال الدين ولكن من جانب الناس العاديين الذين لديهم فخر بوطنهم".

وقالت الصحيفة البريطانية إن الإصلاحيين والمتشددين على السواء يوافقون على أن تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، وهى واحدة من العناصر التى يجرى بشأنها نقاش حاد فى مفاوضات فيينا، لا يشكل وصفة سحرية للبلاد، لافتة إلى أن فوائد رفع العقوبات ربما تستغرق سنوات لكى تعود على ملايين المواطنين الذين يعانون من البطالة والتضخم. 

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هناك أيضا غضب بين الأفراد والمؤسسات القوية خاصة الحرس الثورى الإيرانى، الذى يتحكم فى عدد من الأصول التى تتراوح ما بين الاتصالات إلى حقول النفط، كما أنه استفاد ماليا من الإشراف واستغلال الثغرات فى نظام العقوبات.

وقال محمد على فاكيل، رئيس تحرير صحيفة "ابتكار الإصلاحية :" الحياة لم تكن جحيما فى ظل العقوبات، ولن تكون جنة بعدها". 
وأضاف فاكيل:" وفقا للحسابات، فإن العقوبات مسؤولة عن 31 % فقط من المصاعب التى يواجهها الاقتصاد الإيرانى، أما الباقى فيرجع إلى سوء الإدارة فى عهد أحمدى نجاد" .

وقالت الصحيفة البريطانية إن خلق فرص العمل أمر بالغ الأهمية لإيران، وكذلك الاستثمار الأجنبى اللازم لتطوير الاقتصاد الذى انكمش بسبب عدم وجود اتصال مع العالم الخارجى، فى ظل التأثيرات السلبية لانخفاض أسعار الطاقة على إيرادات البلاد.