أخبار الآن | بغداد – العراق – (أ ب)  

مضاءة بشكل خافت وتغطيها أكوام التراب، تلك حال المكتبة الوطنية في بغداد التي تضم كنزا من العصور التي مرت على البلاد. وفي أوراقها الصفر القديمة قصص كثيرة عن السلاطين والملوك والامبرياليين والاشتراكيين وقصص الاحتلال والتحرير والحرب والسلام.

الأمناء والأكاديميون العراقيون يعملون بشكل محموم للحفاظ على ما تبقى من المكتبة التي تضم سجلات العراق، وهم يعملون في المكاتب الخلفية المظلمة من اجل استخدام الإضاءة المخصصة لتصوير الوثائق، بعد أن خسرت المكتبة آلاف الوثائق في ذروة الحرب في عام 2003 حيث تجري عملية "رقمنة" المكتبة الوطنية للحفاظ على قيمتها التاريخية التي تمتد لألف عام.

ويقول رئيس قسم المايكروفيلم مازن إبراهيم إسماعيل في تصريح أوردته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، إن "الأمناء يجرون تصوير وثائق وزارة الداخلية العراقية في عهد الملك فيصل الثاني الذي حكم بين أعوام 1939 الى 1958".

التقنيات الرقمية تنقذ المكتبة الوطنية العراقية في ظل تهديد داعش

ويضيف إسماعيل أنه "حالما يتم إعداد وإصلاح بعض الوثائق القديمة التي تعود للعصر العثماني قبل 200 الى 250 عاما سنبدأ تصويرها على المايكروفيلم"، ويشير الى أن "تلك الوثائق لن تكون متاحة للجمهور بشكل فوري لضمان الحفاظ على محتواها على قيد الحياة تجاه أي تهديد في المستقبل".

فيما تقول مديرة قسم الترميم فاطمة خضير إن "عملية الإصلاح والاستعادة ليست بالسهلة، ذلك أن لكل وثيقة قصة ولغز، وأن تمزق بعض المخطوطات يعود الى الاستخدام المفرط والشيخوخة"، وتتابع أن "البعض الآخر تعرض للحرق بسبب الهجمات والتخريب، وظل البعض من تلك المخطوطات متحجرا بمرور الوقت بسبب الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة وتبدو وكأنها صخور كبيرة تم استخراجها من الأرض".

وتضيف أن "تلك الكتب والوثائق هي الأكثر صعوبة في إعادة الإصلاح ونحن نطبق تقنية البخار باستخدام أدوات متخصصة لفصل الصفحات"، وتستدرك "لكن في بعض الأحيان يكون الضرر كبيرا لدرجة لا يمكن معها الإصلاح".

يشار الى أن المكتبة الوطنية العراقية التي تم إنشاؤها في العشرينيات من القرن الماضي، قد تضرر قسم كبير نتيجة الاضطرابات التي تبعت عام 2003، فقد تم تدمير 25% من الكتب و26% من أرشيف المكتبة بما في ذلك السجلات العثمانية التي لا تقدر بثمن، بينما تحول أرشيفها من عام 1997 الى 2003 الى رماد بعد إحراقه.

وهناك 400 ألف وثيقة نادرة تعود للعصر العثماني قد احترقت و4000 كتاب نادر ومخطوطة دمرت نتيجة تضرر أنابيب المياه وشملت هذه المحفوظات العبرية والتي تم نقلها لاحقا الى واشنطن لأجل إصلاحها.